وفي يوم الأربعاء سابع عشري شهر رجب هذا سنة 855ه ضرب جزار في باب الزهومة، من القاهرة هرا تكرر أذاه له بسكين، فجرحه في يده، فاشتكاه بعض العامة إلى جانبك الساقي والي القاهرة، فأمر بقطع أعصابه، ثم شفع فيه، فضرب ضربا كثيرا، وطيف به، ومعه من العامة خلق يعسر حصرهم؛ يضربونه، ويهينونه بأنواع الإهانات، والهر على كتفه، ووراءه حرسي ينادي: هذا جزاء من يقطع أعصاب القطط، على أيام نائب السلطان، ثم سلم إليه الهر، ورسم بأن يداويه ببعض الجرائحية، ويمونه، إلى أن يبرأ، ويريه للوالي، فكانت من أغرب القضايا.
رجوع الأمراء من حلب:
وفي هذا الحد، أو بعده بقليل، في أوائل شعبان أمن من قدوم جهنشاه، فأرسل إلى نواب بلاد الشام، المقيمين بحلب ، بالرجوع إلى بلادهم، فرجعوا، ووصل نائب الشام إلى دمشق في أواخر شعبان، أو أول رمضان.
ثم كان آخر السنة القبطية، يوم الاثنين سادس عشري شهر رجب، من سنة خمس وخمسين المذكورة، ثم دخلت أيام النسيم، وكانت السنة كبيسة، فكانت نسيئة، وكان النيروز؛ وهو أول توت يوم الاثنين، ثاني شعبان، من السنة.
مخ ۱۳۳