وفي يوم السبت خامس عشري الشهر، ورد الخبر أنهم نزلوا على فم دمياط في سبعة أغربة، كل غراب بمائة وثمانين مقذافا، وسبع سلالير، يظن أن بهم نحو أربعة آلاف رجل، وأنهم قصدوا غرة البرج، الذي عمره عبد اللطيف الطواشي، فلم يقدر لهم ذلك؛ بسبب أن عبد اللطيف، الذي عمر البرج، كان مقيما عنده فاستجاش من قرب منه إلى [أن] كثر الناس عنده، فقصدوا طروق الجزيرة التي إلى شرقي القبتين، إلى الشمال من البر المتصل بدمياط، لأبقار ترعى بها، فسبقهم المسلمون إليها، فمنعوهم، فاستمروا يترددون فيما هنالك، يقلعون حتى يغيبوا عن العيون، ثم يرجعون، فظن أنهم ينتظرون سفينة، لمعين الدين تاجر دمياط، أرسلها إلى بلاد البرجل، وبها مال كثير جدا، وطلب أهل دمياط من السلطان النجدة، فأخبرني القاضي كاتب السر كمال الدين ابن البارزي بأنه أخذ في قراءة الكتاب على السلطان، فلما قرأ قليلا من أوائله قال له السلطان: اتركني من هذا واذهب عني. قال: فتركت قراءة بقيته عليه، واسترجعت.
ابن محمد الصغير:
مخ ۱۲۷