فسأله، أن يحلف على نفي العلم فاستقال البائع لتلك الأعسان، فأقاله، فأعلم بأنه قد أطلق من الترسيم، فقال: لا أذهب إلى بيتي حتى يأذن السلطان، فنام في المدرسة الزمامية، التي على باب الشافعي بخط يقرب من البندقانيين، وشق على الناس ما فعل به، فإنه رجل كبير القدر، عظيم الخدمة، قديم الشرف، حسن المعاشرة للناس، محب للخير، عديم الشر، ثم أعلم السلطان بكرة الأحد سابع الشهر بما كان، فرسم بتخلية سبيله، وأمر بأن تفصل له جبة بفروسمور فلبسها يوم الاثنين ثامنه، وبذل في مقابلة ذلك - على ما بلغني - ألفي دينار، وركب في خدمته الناس، ولم يتخلف أحد من القضاة، والأكابر؛ سوى القاضي الشافعي، ولامه الناس على ذلك كثيرا، وكأنه خاف من لوم السلطان له؛ لكون الدعوى كانت عنده بأمر السلطان، وغرضه كما اتفق للقاء يأتي عند دعوى أبي الخير النحاس عنده على السفطي، فآثر ملامة الناس على ملامة السلطان، وأما التركي، فما تخلف أحد عن ذمه، وتبين أن الذين مالؤوه على القضية: الدويدار الثاني تمربغا، والشرف الأنصاري، والقاضي الشافعي، مع إظهار البراءة منه، وكان هذا فاتح السوء على ناظر الجيش؛ لم يزل السلطان بعد ذلك يتعهده بالتهديد، فيتعهده هو ببذل الذهب حتى تضعضع حاله، ثم تزوج التركي امرأة الولي السفطي، فعلمت امرأة عبد الرزاق، فلم تزل به، حتى طلقها، فلم تمكنه من شيء من مال ابنها منه، ثم أثبت الشرف الأنصاري، أن السفطي كان طلقها ثلاثا قبل موته، فمنعها من ميراثها منه؛ لأجل شؤم التركي، والذي أثبت ذلك القاضي الشافعي، فصار التركي مذبذبا، محروما، نسأل الله الحماية، ثم بعد ذلك راجع امرأة عبد الرزاق، وطلق امرأة السفطي.
رجع الإستدار:
وفي يوم الخميس حادي عشرة، رجع الإستدار، والأميران، اللذان كانا سافرا معه، الأمير الكبير إينال العلائي، الشهير بالأجرود، وأمير مجلس تنم المؤيدي، الشهير بالمحتسب، طلعا إلى السلطان، فخلع على كل منهم على العادة.
[وصول] بيغوت:
وفي يوم الأحد رابع عشرة، وصل بيغوت، الذي كان نائب حماة، ونزع يده من الطاعة وفر إلى جهنكير، وطلع إلى السلطان، فأظهر له القبول، ونزل عند القاضي كاتب الكمال بن البارزي الحموي، فأقام نحو شهر، ثم أمره بالإقامة في دمشق، ورسم له في كل يوم ثلاثة دنانير.
مقتلة حوران:
مخ ۱۱۲