طلوع الإستدار وفي يوم الثلاثاء رابع شهر ربيع الأول طلع الإستدار إلى الخدمة في جمع كثيف، فألبس خلعة سنية، وحصل له إقبال زائد. وفي يوم الخميس سادسه طلع ناظر الخاص كذلك. وفي سحر ليلة الأحد تاسع الشهر مات الشيخ أحمد الزواوي المغربي، عن نحو سبعين سنة فيما أظن، وصلى عليه في الجامع الأزهر قاضي الشافعية الشرف يحيى المناوي، واجتمع له خلق كثير، من الفقهاء، والفقراء، والمباشرين، والأمراء، والعامة، وكثر الترحم عليه، والتأسف، والثناء، والتلهف، ولقد كان جديرا بذلك، فإنه لم يخلف بعده مثله، فإنه كان صائم الدهر، منقطعا في خلوة الجامع مبتذلا في الملبس، مع قوة البدن والقلب، وحسن الشكل، وشهامة النفس، عظيم المساعدة للفقراء عند الكبراء، غزير البر لذوي الحاجات، جليلا عند الخاصة والعامة، مهيبا في النفوس، مقبول الكلام، ودفن في مقابر الصوفية، ومشى في جنازته القاضي الشافعي [4]، وجماعة.
موت الذبلي وفي يوم هذه الليلة، وهو يوم الأحد تاسع شهر ربيع الأول سنة 55، مات ناصر الدين بن الذبلي القدسي تلميذ شمس الدين بن حسان، وكان قد نزل من جنازته محموما.
مخ ۱۰۱