ابن إصبهان وفي صبحية الجمعة [تاسع] صفر المذكور، وصل بولاد بن إصبهان، سلطان بغداد، وابن سلطانها، وهو ابن أخي جهنشاه، شابا أمرد في دون العشرين سنة، ومعه من جماعته نحو خمسة عشر رجلا، وألبس كلفتة على زي المصريين، وسلاريا أحمر، ودخل من الصحراء وفي خدمته أربعة من الأمراء، أو خمسة، منهم الدويدار الثاني تمربغا، وحاجب الحجاب، وأنزل في قصر الميدان. وفي يوم الاثنين ثاني عشر هذا الشهر أطلع السلطان إلى الحوش، وقد صف له الرجال من باب المدرج بالرماح، وحضر بين يدي السلطان بجماعته وهو جالس على التخت وحده على [العادة] والأمراء جالسون تحته، والمباشرون وبقية الجند وقوف، فخلع من أذنيه حلقتين، أحدهما بها بلخشة حسنة، والأخرى بها لؤلؤة كبيرة، كانتا من زمان أبيه، فقدمهما إلى السلطان، وقدم الرسل من جهة جهنشاه نحو عشرين جملا بختيا وثلاثة لبوس... ثم أمر به أن يضم إلى ولده عثمان، وأن تستمر جماعته في الميدان، وكان أبوه زنديقا أفسد بغداد، وقتل من بها من أهل الخير، حتى قتل الخطيب على المنبر، وأبطل الجمعة والجماعة، ونابذ الدين.. إلى أن هلك لا رحمه الله فملك ابنه هذا، وأقيم له من يدبر أمره، ثم قصده عمه جهنشه فأخذ بغداد منه، ثم جهزه إلى السلطان الظاهر جقمق، عند قدومه إلى الجزيرة ديار بكر لتملكها من أولاد قرالوك.
ثم بعد ذلك بيسير وصل الخبر بأن جهنكير بيت أخاه الشيخ حسن الذي كان السبب في [انتصار] جهنشاه في ماردين، فقتله، ففت ذلك في عضد جهنشاه، وقلق عسكره لطول سفرهم، ثم رد السلطان رسوله بهدايا كثيرة، وأرسل معه من عنده رسولا .
مخ ۹۲