ايښودل عصر د عصر د خلکو رازونه
Izhar al-ʿAsr li-Asrar Ahl al-ʿAsr
ژانرونه
قصة الحصني وفي أواخر هذا العشر حصل بين التقي أبي بكر الحصني الشافعي، شيخ إحدى مدارس الزين يحيى الإستدار، وبين زوجته بنت الجمال بن هشام الحنبلي شر، وكأنها كانت تكرهه، فرفعت أمرها إلى قاضي الحنابلة، البدر بن البغدادي، وكان أراد أن يزوجها لشخص من جماعته، فخطبها الحصني، فمالت أمها إليه، وأسمعت الحنبلي ما يكره، فتزوجها الحصني برغم الحنبلي، فلما رفعت شكواها إليه، طلب الحصني فامتنع، وطلع إلى السلطان، فتكلم في الحنبلي، فبلغ الحنبلي، فطلع إلى السلطان، وأنهى إليه أن زوجة الحصني شكت منه أمورا قبيحة شديدة الشناعة مستهجن ذكرها، وجمع المرأة وأمها بالسلطان، فشافهتاه بذلك على ما قيل، فزاد انحراف السلطان عليه، على عادة بادرته، لاسيما في حق أهل العلم، فرسم أن يحضر إلى الحنبلي على حالة فظيعة، وأن ينفى، فحضر ليلة الخميس العشرين من هذا الشهر، ثم طلق المرأة في يوم الخميس المذكور، وعلم الحنبلي أنه يلام على ذلك، فطلع إلى السلطان بعد ظهر هذا اليوم، ليشفع فيه، فلم يخرج إليه السلطان، فجلس لانتظار خروجه العصر، فبلغ السلطان، فأرسل إليه: أن انزل، فنزل، وأمضى أمر نفي الحصني، فتوجه به أعوان نقيب الجيش، ثم طلع العلامة، أمين الدين الأقصرائي الحنفي يوم الجمعة قبل الصلاة، فشفع فيه، فقبله السلطان، وقال له: أريد أن تنزل إلى الحنبلي، تأمره أن يأتي فيكلمني فيه، فإنه أتى لذلك ورددته ففعل، ولحقه البشير في الخانكة، فرده واشتد تألم الزين يحيى الإستدار لذلك.
وبلغنا أن التريكي دفع إلى مركب في ميناء إسكندرية، وأشهد على المتكلم به أن تسلمه سالم الجسد، بزنجير في عنقه، وقيد في رجليه، وعليه إيصاله لصاحب تونس، وأنه لما كتب الإشهاد بذلك بكى، ثم خاف أن يفهم الحاضرون أن تصبره قبل ذلك إنما كان ترجيا لأن يحصل له نوع من أنواع الفرج، يرجع بسببه إلى مصر، وأن بكاءه الآن ليأسه من ذلك، فقال: لا تظنوا أن بكائي جزعا مما مسني، أو من قدومي على تونس، وليس لأمر كذلك؛ فإنها بلدي، وبها أصدقائي، وأحبائي، وإنما ذلك لأني تذكرت اولادي بمصر؛ فرققت لذلك، وانه أقلع بذلك المركب، يوم الاثنين رابع عشري شهر رمضان هذا.
وداع مناوي البحر:
مخ ۲۴۴