قال اليهودي: «ليجازك إله إسرائيل. لقد حلمت، ولكن ليتمجد أبونا إبراهيم، لم يكن سوى حلم! وما نفعك من يهودي بائس في مثل هذه الساعة المبكرة؟»
قال الحاج: «جئت لأقول لك إنه إن لم تغادر هذا المنزل على الفور وترحل على عجل، فقد تكون رحلتك محفوفة بالمخاطر.»
قال اليهودي: «يا أبانا المقدس! من ذا الذي يهتم بتعريض حياة فقير بائس مثلي للخطر؟»
قال الحاج: «يمكنك تخمين الغرض أكثر مني، ولكن ثق فيما أقول؛ فعندما عبر فارس الهيكل القاعة ليلة البارحة تحدث مع عبديه المسلمين باللغة العربية، التي أفهمها جيدا، وكلفهما هذا الصباح أن يترقبا رحيل اليهودي، وأن يمسكا به عندما يكون على مبعدة من المنزل، وأن يقتاداه إلى قلعة ريجينالد فرونت دي بوف.»
من المستحيل وصف شدة الرعب الذي كان قد أطبق على اليهودي لدى سماعه لهذه المعلومة؛ حيث بدا أنه قد سيطر على الفور على جميع قدراته.
وقال: «أيها الإله المقدس، إله إبراهيم! يا موسى المقدس! يا هارون المبارك! لا يحلم المرء الحلم عبثا، ولا تأتي الرؤيا عبثا؛ فأنا أشعر بالفعل بأسلحتهم تمزق أوصالي! أشعر بالمخلعة تمر فوق جسدي!»
قال الحاج: «قف يا إيزاك، وأنصت لي. لرعبك ما يسوغه، ولكني أقول لك قف، وسأدلك على وسيلة الهرب. غادر هذا المنزل في الحال. سأرشدك عبر المسارات السرية للغابة، التي أعرفها كما يعرفها أيضا أي حراجي يتجول فيها، ولن أتركك حتى تصبح في مأمن لدى شخص من الأعيان أو بارون ذاهب إلى المباراة، وربما يكون لديك وسيلة لنيل عطفه.»
عندما سمع إيزاك الجزء الأخير من الجملة، بدا خوفه الغريزي يتجدد بكامل قوته، وتبدى مرة أخرى على وجهه وهو يصيح بدهشة: «لدي وسيلة لنيل عطفه! وا حسرتاه! فليس ثمة سوى طريق واحد لنيل عطف مسيحي، ولكن كيف ليهودي فقير أن يجده، وقد استنزفه اغتصاب أمواله فأصبح في بؤس أليعازر؟ حبا في الرب، أيها الشاب، لا تخدعني. من أجل الآب الأعظم الذي خلقنا جميعا، يهودا وغير يهود، إسرائيليين وإسماعيليين، لا تخني! ليس لدي وسيلة لنيل رضا شحاذ مسيحي، ولو كان ذلك ببنس واحد.»
قال الحاج: «لو كنت محملا بجميع ثروة قومك، فما الذي سأجنيه من إلحاق الضرر بك؟ لقد نذرت نفسي للفقر في هذا الثوب، ولا يحق لي أن أغيره بأي حال إلا لو كان ذلك بجواد ودرع من زرد. فلتبق هنا إن شئت، وقد يحميك سيدريك الساكسوني.»
قال اليهودي: «وا أسفاه! لن يتركني أسافر مع أتباعه؛ فسيخجل الساكسونيون أو النورمانديون على حد سواء من صحبة إسرائيلي مسكين، وسيتركونني أسافر وحدي عبر أملاك ريجينالد فرونت دي بوف. أيها الشاب الصالح، سأذهب معك! لنسرع! لنعد العدة! ولنفر! ها هي عصاك، فلم تتلكأ ؟»
ناپیژندل شوی مخ