139

وبعد أن قال ذلك، بيد غير رفيقة فك خوذة الفارس الأزرق التي تدحرجت لمسافة على العشب، كاشفة للفارس ذي القفل عن خصلات شعر أشيب، ووجه لم يكن يخطر بباله أن يراه في مثل هذه الظروف.

قال مندهشا: «والديمار فيتزورس! اصدقني القول. اعترف وقل لي من دفعك إلى ارتكاب هذا العمل الغادر.»

أجاب والديمار: «إنه ابن أبيك، الذي لم يكن يهدف من هذا العمل إلا أن ينتقم منك لعصيانك لوالدك.»

برقت عينا الفارس الأسود في غضب، ولكنه تغلب عليه بطبيعته الطيبة. اعتصر جبينه بيده، وظل لحظة يحملق في وجه البارون الذليل الذي كانت ملامحه يختلط فيها الفخر بالعار.

قال: «أنت لا تطلب مني الإبقاء على حياتك، يا والديمار.»

رد فيتزورس: «إن من يقع بين براثن الأسد يعرف أن استجداء الحياة بلا طائل.» «إنني أمنحها لك دون استجداء؛ فالأسد لا يتخذ فرائسه من الجيف العاجزة. أبقي على حياتك، ولكن بهذا الشرط؛ أن تغادر إنجلترا خلال ثلاثة أيام، وتذهب لتخفي عارك في قلعتك النورماندية، وألا تذكر أبدا اسم جون أوف أنجو باعتباره كان ذا صلة بخيانتك. أعط هذا الفارس جوادا يا لوكسلي؛ فإني أرى أن رجالك قد أمسكوا بتلك الجياد التي كانت تجري طليقة، ودعه يغادر دون أن يصيبه أذى.»

رد اليومن: «لولا ظني بأني أستمع لصوت من لا يجب مجادلة أوامره، لأرسلت خلف النذل المتسلل سهما يوفر عليه مشقة رحلة طويلة.»

قال الفارس الأسود: «إنك تحمل قلبا إنجليزيا يا لوكسلي؛ وحسنا رأيت عندما التزمت بطاعة أمري. أنا ريتشارد ملك إنجلترا!»

عندما قيلت هذه الكلمات التي نطقت بنبرة ملكية، انحنى اليوامنة أمامه على الفور، وفي الوقت نفسه قدموا له ولاءهم، وطلبوا العفو عن إساءاتهم.

قال ريتشارد: «انهضوا يا أصدقائي؛ فإن انتهاكاتكم، سواء في الغابة أو في ميدان القتال، قد كفرت عنها الخدمات المخلصة التي قدمتموها لرعاياي المكروبين أمام أسوار توركويلستون، وإنقاذكم لملككم اليوم. انهضوا يا أتباعي، وكونوا رعايا صالحين في المستقبل. وأنت أيها الشجاع لوكسلي ...» «لا تنادني باسم لوكسلي بعد الآن يا مولاي، ولكن لتعرفني بالاسم الذي أخشى أن تكون شهرته التي بلغت القاصي والداني لم تصل إلى مسامعكم الملكية. أنا روبن هود غابة شيروود.»

ناپیژندل شوی مخ