136

بينما كانا يسيران على مهل عبر أعماق الغابة، قال وامبا: «أيمكنك أن تفسر لي هذا يا سيدي الفارس؛ متى يكون إبريق النبيذ وكيس نقودك وهما فارغان أفضل منهما وهما ممتلئان؟»

رد الفارس: «عجبا، مطلقا، على ما أظن.» «بسبب إجابتك الشديدة السذاجة هذه لا تستحق أبدا أن يكون أي منهما ممتلئا في يدك! من الأفضل أن تفرغ إبريقك قبل أن تناوله لساكسوني، وأن تترك أموالك في البيت قبل أن تسير في الغابة الخضراء.»

قال الفارس ذو القفل: «أتعد أصدقاءنا لصوصا إذن؟»

قال وامبا: «إنك لم تسمعني أقول ذلك يا سيدي الطيب؛ فقط أفضل أن تكون درعي في المنزل، وكيس نقودي في غرفتي، عندما أقابل هؤلاء الرجال الطيبين؛ لأن ذلك من شأنه أن يوفر عليهم بعض المتاعب.» «إننا ملزمون أن نصلي من أجلهم يا صديقي، على الرغم من الصفات الطيبة التي تصفهم بها.»

قال وامبا مقتربا من الفارس: «ومع ذلك يوجد رفاق لقاؤهم أخطر بكثير على المسافرين من لقاء أولئك الخارجين على القانون.»

قال الفارس: «ومن يكونون، بما أن ليس لديكم دببة أو ذئاب، على ما أظن؟»

قال وامبا: «أجل يا سيدي، ولكن لدينا جنود مالفوازان، ودعني أخبرك أنه في وقت الحرب الأهلية فعشرة من هؤلاء يعادل عصابة من الذئاب في أي وقت آخر. إنهم الآن ينتظرون حصادهم، وهم معززون بالجنود الذين هربوا من توركويلستون؛ لذلك إن قابلنا عصابة منهم فمن المحتمل أن ندفع ثمن انتصاراتنا الحربية. والآن أسألك يا سيدي الفارس، ماذا ستفعل إن التقينا برجلين منهم؟» «سأثبت الأشرار في الأرض برمحي يا وامبا إن اعترضوا سبيلنا.» «ولكن ماذا لو كانوا أربعة؟»

أجاب الفارس: «سيتجرعون من الكأس نفسها.»

تابع وامبا: «ماذا لو كانوا ستة ونحن على ما نحن عليه الآن، اثنان فقط، ألا تتذكر بوق لوكسلي؟»

صاح الفارس: «ماذا! أأطلق النفير في مواجهة عشرين وغدا كهؤلاء الذين يمكن لفارس جيد واحد أن يسوقهم أمامه كما تسوق الريح أوراق الشجر الذابلة؟»

ناپیژندل شوی مخ