نسخ أحد قسيسين، كانا يقومان بدور كاتبي الجلسة، الأمر على الفور في مجلد صخم. وعندما فرغ من الكتابة تلا الآخر حكم السيد الأعظم بصوت عال، الذي كان نصه:
إن ريبيكا اليهودية، ابنة إيزاك أوف يورك، المتهمة بالسحر وغيره من الممارسات الملعونة، التي مارستها على أحد فرسان طائفة هيكل صهيون الأقدس، تنكر الاتهامات وتقول إن الشهادة التي قدمت ضدها في هذا اليوم باطلة وشريرة وغادرة، وتعرض أن تؤكد قضيتها عن طريق نصير يؤدي واجبه المخلص بكل صفات الفروسية، وبكل الأسلحة التي يتطلبها تحدي النزال، وذلك على أن تتحمل المخاطر والتبعات. وعلى هذا تقدمت بتحديها؛ ومن ثم سمح الأب الموقر والسيد العظيم، لوكاس ماركويس أوف بومانوار، بالتحدي المذكور، وحدد اليوم الثالث للنزال المذكور، على أن يكون مكانه الساحة المعروفة باسم حلبة القديس جورج بالقرب من مقر تمبلستو. وليكن الرب في عون القضية العادلة!
قال السيد الأعظم: «آمين!» وردد كل من كانوا حوله الكلمة. لم تتكلم ريبيكا، وإنما رفعت ناظريها إلى السماء وقد ضمت يديها، وظلت برهة على هذا الوضع، ثم بتواضع ذكرت السيد الأعظم أنه ينبغي أن تمنح فرصة التواصل بحرية مع أصدقائها بغرض تدبر أمر نصير يقاتل من أجلها، إن أمكن.
قال السيد الأعظم: «إن هذا مطلب عادل وقانوني؛ فلتختاري الرسول الذي تثقين فيه، وسيتواصل بحرية معك في غرفة سجنك.»
قالت ريبيكا: «هل من أحد يؤدي المهمة لمخلوقة بائسة، بدافع من حب الخير، أو بأجرة سخية؟»
ساد الصمت، بينما وقفت ريبيكا بضع لحظات في قلق لا يوصف، ثم صاحت: «أحقا هكذا هو الحال؟ أفي أرض إنجليزية أحرم من فرصة النجاة الواهية الباقية لي، للافتقار إلى رحمة تمنح لأعتى المجرمين؟»
أخيرا أجاب هيج بن سنيل قائلا: «سأؤدي لك مهمتك بقدر ما يستطيع شخص مقعد، ويسعدني أن تقوى أطرافي بما يكفي على إصلاح ما أفسده لساني. وا أسفاه! عندما تباهيت بالخير الذي فعلته لم أكن أتخيل أنني أقودك إلى الخطر.»
قالت ريبيكا: «الرب وحده هو المدبر لكل أمر. وحتى تنفذ رسالته يصبح الحلزون رسولا تماما كالصقر. ابحث عن إيزاك أوف يورك - ها هي القطعة الذهبية التي ستدفع بها أجرة الجواد والرجل - أعطه هذه اللفيفة. لا أعلم إن كانت الروح التي تلهمني من السماء أم لا، ولكني على يقين من أنني لن أموت هذه الميتة، وأن بطلا سينهض للقتال من أجلي. وداعا! إن حياتي وموتي يعتمدان على سرعتك.»
أخذ الفلاح اللفيفة التي لم يكن بها سوى بضعة أسطر باللغة العبرية.
قال: «سآخذ جواد جاري بوثان الجيد، وسأكون في يورك في أقصر وقت يمكن لرجل وحيوان أن يصل فيه إليها.»
ناپیژندل شوی مخ