56

اتحاف حدیث

إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث

خپرندوی

دار ابن رجب

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

ژانرونه

قال - رحمه اللَّه تعالى! -: في قوله: "لا أحسن من هذا" وجهان: اْحدهما: الرفع، على (١) أنّه خبر "لا"، والاسم محذوف تقديره: لا شيء أحسن من هذا. وهذا اعتراف منة بفصاحة القرآن وحسنه. والثّاني: النصب، وفيه وجهان: أحدهما: أنّه صفة لاسم "لا" المحذوف، و"من هذا" خبر "لا". ويجوز أن يكون الخبر محذوفًا، وتكون "من" متعلّقة بـ "أحسن"، أي: لا شيء أحسن من كلام هذا، في الكلام أو في الدنيا. والثّاني: أن يكون منصوبًا بفعل محذوف تقديره: ألَّا فعلت أحسن من هذا؟ وحذف همزة الاستفهام لظهور معناها (٢). وفيه: "وَلَقَدْ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ البُحَيْرَةِ (٣) أن يُتَوِّجُوهُ فُيَعَصِّبُونَهُ بِالْعِصَابَةِ": قال - رحمه الله تعالى! -: الوجه في رفع "فيعصبونه (٤) بالعصابة": أن يكون في الكلام مبتدأ محذوف، [تقديره:] "فهم يعصبونه بالعصابة"، [أو فإذا هم يعصبونه] (٥). ولو روي "فيعصبوه" بحذف النون لكان معطوفًا على

(١) في خ: أي. (٢) قال السيوطيّ: "قال القاضي عياض: وروي "لأحسن من هذا" بالقصر من غير ألف. قال: وهو عندي أظهر، وتقديره: "أحسن من هذا أن تقعد في بيتك ولا تأتنا". "عقود الزبرجد" (١/ ١٣٢). (٣) البحيرة: مدينة رسول الله ﷺ، وهو تصغير البَحْرة. والعرب تسمي المدن والقرى: البحار. ينظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر"، ابن الاثير الجزري، تحقيق طاهر الزاوي، ومحمود الطناحي، (١/ ١٠٠)، المكتبة العلمية - بيروت د. ت، و"غريب الحديث"، ابن الجوزي، تحقيق عد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، ط. أولى سنة (١٤٠٥ هـ -١٩٨٥ م)، (١/ ٥٦). (٤) في خ: يعصبونه. (٥) زيادة من ط.

1 / 57