اتحاف ابناء العصر بتاريخ ملوك مصر
إتحاف أبناء العصر بتاريخ ملوك مصر
ژانرونه
فضع السيف وارفع الصوت حتى
لا ترى فوق ظهرها أمويا
ففي الحال أمر بقتل سليمان المذكور، وأمر عبد الله بن علي بنبش قبور الأمويين وإحراق ما فيها من العظام، وتتبع قتل بني أمية، ولم يسلم من القتل سوى الرضيع أو من فر إلى الأندلس، وقتل سليمان بن علي بالبصرة جماعة من بني أمية، وألقاهم في الطريق تأكلهم الكلاب، فتشتت من بقي منهم واختفوا في البلاد، وجعل السفاح أخاه المنصور واليا على الجزيرة وأزربيجان وأرمينيا، وولى عمه المدينة ومكة واليمن، وولى ابن أخيه عيسى بن موسى الكوفة، وكان على الشام عمه عبد الله، وعلى مصر أبو عون، وعلى خراسان أبو مسلم. وفي سنة 133 استولى قسطنطين ملك الروم على مالطة، وفيها ولى السفاح عمه سليمان البصرة وأرض البحرين وعمان، وفيها عزل السفاح أخاه يحيى عن الموصل؛ لكثرة قتله فيهم وولى عمه إسماعيل بن علي. وفي سنة 134 تحول السفاح من مقامه بالحيرة إلى الأنبار، ومات السفاح سنة 136 وخلافته من قبل مروان أربع سنين، وعهد بالخلافة لأخيه المنصور. (5-2) خلافة أبي جعفر المنصور 754-775م
ولما مات السفاح كان المنصور في الحج، فأخذ له عيسى بن موسى البيعة على الناس، وأرسل أعلمه بذلك فبايعه أبو مسلم والناس، ولما قدم من الحج إلى الكوفة وصلى بأهلها الجمعة وسار فأقام بالأنبار، وفي أيامه بايع عمه المنصور عبد الله بن على لنفسه بالخلافة، فأرسل إليه أبو مسلم، فانهزم عبد الله وأصحابه، واستولى أبو مسلم على عسكره، ثم قتل أبا مسلم الخراساني؛ لوحشة جرت بينهما؛ لأنه كتب لأبي مسلم بعد أن هزم عبد الله عمه بالولاية على مصر والشام وصرفه على خراسان، فلم يجب أبو مسلم إلى ذلك، وتوجه يريد خراسان، وسار المنصور من الأنبار إلى المدائن، وكتب يطلب أبا مسلم فاعتذر عن الحضور، وطالت بينهما المراسلات، وأخيرا قدم إليه أبو مسلم في ثلاثة آلاف، وخلف باقي عسكره بحلوا ن(من أعمال فارس)، ودخل على المنصور فأمر بقتله. وفي سنة 133 وسع المنصور المسجد الحرام، وفي أيامه دخل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بلاد الأندلس، واستولى عليها. وفي سنة 145 أمر الخليفة ببناء بغداد وسماها مدينة السلام، وانتقل من مدينة أبي هبيرة إلى بغداد، ونقل إليها أبواب مدينة واسط لتكميل عمارتها، وأمر بنقل أنقاض القصر الأبيض «إيوان كسرى» إلى بغداد، ثم كف عن ذلك الشغل لصعوبته. ومات الإمام أبو حنيفة في مدته. وفي سنة 151 بنى المنصور الرصافة لابنه المهدي، وهي في الجانب الشرقي من بغداد، وسار المنصور بعد ذلك إلى الشام وجهز جيشا إلى المغرب لقتال الخوارج، ومات المنصور سنة 158، وكان العامل من طرفه على مصر أبو عون الجرجاني، وفي مدته صدرت إليه أوامر الخليفة بسد قنال السويس الذي كان شرع فيه عمرو بن العاص، وقد بلغ عدد نوابه بمصر ثمانية، أولهم أبو عون المذكور وآخرهم موسى بن العباسي. (5-3) خلافة المهدي 775-785م
بويع بالخلافة بعد موت أبيه، وفي أيامه أمر باتخاذ المصانع في طريق مكة وتجديد الأميال والبرك، وتجهز المهدي لغزو الروم واستخلف ابنه الهادي ببغداد، ولما وصل إلى حلب بلغه أن بتلك الناحية زنادقة، فجمعهم وقتلهم. وجهز ابنه هارون لغزو بلاد الروم، فرحل الرشيد إلى خليج القسطنطينية، ولم يمكنه فتحها فعاد، وأقام المهدي بريدا بين مكة والمدينة واليمن بغالا وإبلا، وزاد المهدي في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومات المهدي سنة 168، وتولى من طرفه على مصر ستة أولهم عيسى بن نعمان، ومنهم أبو داود الذي منع غلق الدروب ليلا، ومنع حرس الحمامات وقال: «من ضاع له شيء فعلي أداؤه.» ومنهم إبراهيم بن صالح الذي خرج في مدته «دحية بن مروان» بالصعيد، ودعا لنفسه بالخلافة، فتراخى إبراهيم ولم يحفل بأمره حتى ملك عامة الصعيد، فسخط عليه المهدي وعزله. ومنهم عصامة بن عمر الذي بعث إلى دحية جيشا مع أخيه «بكار»، فحارب يوسف بن نصر وهو على جيش دحية فتطاعنا، فوضع يوسف الرمح في خاصرة بكار ووضع الرمح في خاصرة يوسف فقتلا معا، ورجع الجيشان منهزمان. (5-4) خلافة الهادي 785-786م
ولما مات المهدي كان الهادي مقيما بجرجان يحارب أهل طبرستان، فأخذت البيعة له، فلما بلغه بجرجان موت أبيه سار حتى دخل بغداد. وفي مدته ظهر الحسين بن علي بن الحسن بن الحسين رضي الله عنه بالمدينة في جمع من أهل بيته، وجرى بينه وبين عامل الهادي على المدينة، وهو عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب قتال، فانهزم عمر المذكور، وبايع الناس الحسين، ثم خرج الحسين ومن معه إلى مكة، وكان قد حج جماعة من بني العباس منهم سليمان بن أبي جعفر المنصور، وانضم إليه شيعتهم ومواليهم، واقتتلوا فقتل الحسين وانهزم أصحابه وأخذت رأسه ورأس جملة من أهل المدينة وبعثوا بها إلى الهادي، وكان العامل من طرفه على مصر «علي بن سنان». (5-5) خلافة هارون الرشيد 786-809م
وهو الخامس من بني العباس، تولى الخلافة بعد موت أخيه الهادي سنة 170 هجرية؛ أعني سنة 786م، كان هذا الخليفة أشهر وأفضل بني العباس، عاقلا مهابا موصوفا بالحكمة والتدبير، مولعا بمطالعة التواريخ والكتب الأدبية، وفي عصره اتسعت دائرة التجارة ونطاق المعارف؛ لأنه أصدر أمرا بترجمة الكتب اليونانية من فلسفيات ورياضيات وغيرها إلى اللغة العربية، وتنافست الكتاب في ترجمتها، وله غزوات كثيرة، من أشهرها غزوة بلدة هرقلة في عصر ملكها «نيسيفوروس»، المعروف في التواريخ الإسلامية باسم «نقفور»، حين امتنع عن أداء الخراج، فهزمه شر هزيمة، وعاد عليه الخراج كما كان، وقيل إن الرشيد حضر بنفسه ثمان غزوات، وقاتل فيها قتالا حسنا، ومن مناقب هذا الخليفة أنه كان غير محتجب عن أرباب الدعاوى، محافظا على راحة الرعية، كان يطوف أغلب الليالي مختفيا في شوارع بغداد؛ ليطلع على أحوال الرعية، فإذا رأى مظلوما أعانه وانتقم من ظالمه. قيل إن امرأة دخلت عليه وشكت إليه أذى العساكر حين مرورهم في أرض تخصها، فأجابها الرشيد قائلا: «جاء في الحديث أن من عادة العساكر أن يضروا بالأرض عند مرورهم بها للغزو والجهاد، فيجب على أصحاب الأملاك أن يتحملوا أضرارهم ويقوموا بخدمتهم.» فأجابته على الفور قائلة: «جاء في الحديث أن الملوك الذين يسمحون بظلم رعيتهم تجلب خرابا على مملكتهم.» فاستحسن الرشيد جوابها، ودفع لها ضعف خسائرها من بيت المال. وله مناقب كثيرة من هذا القبيل، وكان عامله على مصر موسى بن عيسى العباسي الذي أمر القبط في إعادة الكنائس ثانيا التي كان هدمها على بن يوسف، وقاموا عليه أهل مصر، وقالوا إنه يصلح للخلافة، ولما سمع الرشيد بذلك سخط عليه وعزله وولى مكانه موسى المذكور، وجملة نوابه بمصر أكثر من عشرة.
ولما اشتهر الرشيد في الأقطار الغربية بالحكمة والتدبير أرسل له «شرلمان» أو «شارل الأكبر» ملك الفرنج ومدبر السلطنة الغربية رسلا، فأرسل إليه الخليفة هدية ساعة ميكانيكية وأشياء أخرى فاخرة، وكانت الساعات لم تكن معروفة من قبل، فكانت هي أول ساعة ظهرت في أوروبا، وفاق الرشيد من سلفوا من الخلفاء والملوك، وزخرف بغداد والمدن الشهيرة بأنواع البساتين والزينة، وصرفت امرأته زبيدة مليون ومائة ألف دينار لحفر عين ماء لشرب أهل مكة والمدينة، وكان الرشيد قد استوزر يحيى البرمكي، ثم استوزر بعده ابنه جعفر، وكان الرشيد لا يفعل شيئا إلا باستشارته، ومن فرط حبه له زوجه أخته ميمونة بشرط عدم الاجتماع بها، ثم نكب به وقتله ونصب رأسه على الجسر وجعل جثته نصفين، كل نصف على جسر، وحبس أهله، وأخيرا قتلهم، وذلك لأسباب سياسية، وقيل إن البرامكة أحضروا له الزندقة، وقيل إن جعفرا اجتمع بأخته المذكورة فحملت بغلام، وهذا القول بعيد، وقيل إن الرشيد كلما مر على قرية أو ضيعة سأل: «هي لمن؟» قيل: «لجعفر.» وهذا هو الصحيح. ومات الإمام مالك وسيبويه إمام النحو في مدته، ومات الرشيد بمدينة طوس من أعمال خراسان حين توجه لقمع رافع بن الليث وقت إظهاره العصيان عليه، وذلك سنة 193، وعهد بالخلافة لابنه الأمين ثم المأمون. (5-6) خلافة محمد الأمين 809-813م
بويع بالخلافة يوم مات أبوه، وفي زمنه هاجت الجنود بمصر، فحصل من ذلك فتنة شديدة قتل فيها أناس كثيرون، فسار الحسن بن البحباح من مصر بمال الخراج إلى الخليفة الأمين، فخرج عليه أهل الرملة ونهبوه وأخذوا مال الخراج منه، فولى الحاتم بن هرثمة، فأتى إلى مصر بألف فارس، ونزل بهم في مدينة بلبيس، وأخذ الخراج من البلاد وذهب إلى مدينة الفسطاط، ثم عزل وتنصب على مصر مكانه جابر بن الأشعث الطائي، فاستمر إلى أن حدثت الفتنة بين الأمين والمأمون، وسبب ذلك أن أخاه الأمين خلعه من الخلافة وأبطل اسمه من الخطبة وخطب لموسى ابنه ولقبه الناطق بالحق، فأرسل المأمون لقتاله طاهر بن الحسين وهرثمة بن أعين، فحاصراه ببغداد، فهرب بمركب في البحر، فرماه رجال أصحاب طاهر بالحجارة، فشق الأمين ثيابه وسبح في الماء إلى بستان، فلما خرج أدركوه وركبوا عليه وذبحوه من قفاه، وأخذوا رأسه إلى طاهر بن الحسين، فأرسلها إلى المأمون وبصحبتها خاتم الخلافة وبردة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فلما وضعت الرأس بين يدي المأمون خر ساجدا شكرا لله تعالى على ما رزقه من الصغر، وأعطى الرسول ألف درهم، وكان قتل الأمين سنة 198 في محرم، وأتى السري بن الحكم إلى مصر، وبايع الناس للمأمون، وعزل جابر الذي كان عاملها من طرف الأمين. (5-7) خلافة المأمون 813-833م
ناپیژندل شوی مخ