90

قيل له: لأن هذا الجنس من الشبهة يصح إيراده فيما ليس يكون جنسه في مقدور العباد ، بأن يقال: يجوز أن يكون بعض الناس ظفر بشجرة إذا قطع غصنها ، وألقى على وجه مخصوص يصير حية ، ويكون ذلك عادة ، ويكون ظفر بشيء إذا مسح به الميت صار حيا من طريق العادة ، ويجري ذلك مجرى الخواص التي تحكى في أشياء .

ألا ترى أن من لم يشاهد حجر المغناطيس ولم يسمع به ، إذا شاهده يحرك الحديد بغير مماسته يجوز كون ذلك معجزا ، وكذلك ما يحكى من الحجر المسمى: باغض الخل ، فقد حكي أنه إذا أرسل على إناء فيه خل انحرف ، وسقط خارج الإناء ، ولم يسقط في الخل ، وكذلك نظائر كثيرة تحكى وتذكر في الخواص ، وكل ذلك جائز من طريق العقل ، ولا جواب عن ذلك ، إن تعلق به البرهمي (¬1) ، وحاول التوصل به إلى إبطال النبوات رأسا ، إلا ما ذكرناه من أن ذلك لو كان لكان شبهة لا مخلص منها ، فيجب على الله عز وجل المنع منها .

مخ ۱۴۲