77

الكلام في بيان أن القرءان يجب أن يكون معجزا إذا تعذرت

معارضته

فإن قيل: فلم قلتم: إن تعذر المعارضة إذا ثبت يكون القرءان معجزا ؟!

قيل له: لأنه قد ثبت أن المعجز هو ما يظهر على بعض الناس ، مما يتعذر الاتيان بمثله على جميع البشر,لحسنه أو لصفة تخصه ، فإذا ثبت ذلك ، ثبت أن الاتيان بمثل القرءان قد تعذر على جميع البشر ، وثبت أنه معجز ، وأنه جار مجرى إحياء الموتى ، وفلق البحر ، وقلب العصا حية ، والمشي على الماء .

فإن قيل: ولم ادعيتم تعذره على جميع البشر ، وإنما بينتم حال العرب ، وتعذره عليهم ؟!

قيل له: قد علمنا أن البشر أجمع ثلاث طبقات:

أحدها: عوام الفرس والهند والروم والزنج ، ومن جرى مجراهم من سائر الأمم ، الذين لا علم لهم بشيء من لغات العرب بتة ، ولا سبيل لهم إلى نظم سطر واحد منها على وجه من الوجوه .

والثانية: هم الذين تعلموا اللغة وتكلفوا معرفتها ، وهم طبقات:

فمنهم: من لم يتعلق منها إلا باليسير الذي لا تأثير له .

مخ ۱۲۹