254

ثم رزق صلى الله عليه وعلى آله ما لم ينقل أن أحدا من الأنبياء صلوات الله عليهم رزق من الأصحاب الذين كانوا أعلاما مثله ، نحو أمير المؤمنين عليه السلام ، الذي بهر بفضائله الكافة ، واجتمع فيه ما تفرق في غيره من المناقب والمحاسن .

فإن عد الفقهاء كان عليه السلام فقيها منعما ، وعالما مقدما .

وإن ذكر الزهاد كان زاهدا خشنا ، قد طوى دون الدنية كشحا ، وأعرض عنها صفحا .

وإن ذكر القرءان (¬1) كان حافظا غير مدافع ، قارئا بل مقرئا غير ممانع .

وإن ذكر الشجعان كان شجاعا بطلا ، يكر ولا يفر ، ويقبل ولا يدبر .

ثم من دونه من العلماء وكبار الفقهاء ، مثل عبد الله بن عباس في فقهه ، المتقدم في علمه . وكان يقال فيه: (( إنه رباني هذه الأمة )) (¬2) .

مخ ۳۱۰