217

فقال بعضهم: انظروا إلى السفار ، فسألوهم ؟ فقالوا: قد رأينا القمر انشق )) (¬1) .

وروى ذلك عن حذيفة ، وابن عباس ، وجبير بن مطعم ، ويدل على صحته: (( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلا عليهم قوله عز وجل: { اقتربت الساعة وانشق القمر (1) وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر (2) } [القمر] )) (¬2) .

ولو لم يكن ذلك ظاهرا بينهم لأنكروا ذلك ، وكذبوا قوله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولقالوا: لم ينشق القمر ، ولم يحوجوا إلى أن يقولوا: إنه سحر مستمر ، فوضح بذلك أنهم كانوا شاهدوا ذلك وعرفوه ، ولا وجه لتأويل من يتأوله على أنه بمعنى: ينشق يوم القيامة ، لوجوه:

منها: أنهم لا يقولون في الآيات يوم القيامة: إنها سحر ، لأنهم يعرفون تلك الأحوال ضرورة .

فإن قيل: لا نسلم لكم يوم القيامة ولا كون الآيات فيها ، فكيف نسلم أنها تعلم ضرورة ؟!

مخ ۲۷۲