167

ويهلك بيتها المرئي لغوا ثم أنشد ذو الرمة هذه القصيدة الفرزدق مع هذه الأبيات ، فلما انتهى إليها قال له: مه ، فإن هذه الأبيات لأكلها أشد لحيين منك .

فميز بطبعه بين شعره وشعر جرير ، وهذا ظاهر بين أهله ، وإنما أردت أن أبين بهذا أن غباوة من يغضي عن هذه الحالة [التي] وصفناها في القرءان لا يؤثر فيها ، لشهرتها وظهورها عند أهله .

والذي أحوجنا إلى هذا التنبيه على هذا القسم ، أنه لا يظهر لكل من يفهم العربية ، ولا يمكن كما أمكن سائر أقسام الفصاحة ، لأن استدراكه يفتقر إلى العلوم الضرورية المعبر عنها بالطبع ، كما أن الاتيان به مفتقر إليه ، ولأن القرءان كله من هذا النمط .

والأوجه ذكر آيات منه ، لأنا نريد تنبيه المبتدئ والشادي (¬1) عليه .

فمن ذلك قول الله عز وجل: { والنجم إذا هوى (1) ما ضل صاحبكم وما غوى (2) وما ينطق عن الهوى (3) } [النجم] وما بعدها .

وقوله عز وجل: { فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين (21) ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل (22) ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير (23) } [القصص] . . . إلى آخر القصة .

مخ ۲۲۱