288

درې مسجدونو او قدیمي کور ته د خوښې او جوش تحریک - برخه ۱

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

ژانرونه

الفصل الخامس فى ذكر وصية النبى (صلى الله عليه وسلم) وذكر وفاته

قال الفقيه أبو الليث السمرقندى فى كتابه المسمى ب «تنبيه الغافلين» مسندا إلى على بن أبى طالب- رضى الله عنه- أنه قال: لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح (1) مرض النبى (صلى الله عليه وسلم)، فما لبث أن خرج إلى الناس يوم الخميس وقد شد رأسه بعصابة، فرقى المنبر وجلس عليه مصفار الوجه تدمع عيناه، ثم دعا بلالا فأمر أن ينادى الناس: أن اجتمعوا لوصية رسول الله، فإنها آخر وصية لكم. فنادى بلال، فاجتمع الناس كبيرهم وصغيرهم وتركوا أبواب بيوتهم مفتوحة وأسواقهم على حالها؛ حتى خرجت العذارى من خدورهن ليسمعن وصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؛ حتى غص المسجد بأهله والنبى (صلى الله عليه وسلم) يقول: «وسعوا لمن وراءكم». ثم قام النبى (صلى الله عليه وسلم) يبكى ويسترجع، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على الأنبياء وعلى نفسه، ثم قال:

«أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم العربى الحرمى المكى الذى لا نبى بعدى، أيها الناس اعلموا أن نفسى قد نعيت إلى وجان فراقى من الدنيا، واشتقت إلى لقاء ربى، فواحسرتاه على فراق أمتى؛ ماذا يلقون بعدى. اللهم سلم سلم.

أيها الناس اسمعوا وصيتى وعوها، وليبلغ الشاهد منكم الغائب؛ فإنها آخر وصية لكم، أيها الناس قد بين الله فى محكم كتابه ما أحل لكم وما حرم عليكم، وما تأتون وما تتقون، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وآمنوا بمتشابهه، واعملوا بمحكمه، واعتبروا بأمثاله».

ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: «ألا هل بلغت، أيها الناس، إياكم وهذه الأهواء الضالة المضلة البعيدة من الله البعيدة من الجنة القريبة من النار، وعليكم بالجماعة، والاستقامة عليها قريبة من الله قريبة من الجنة بعيدة من النار. ثم قال:

«اللهم هل بلغت».

مخ ۳۱۶