كان من الذين تخلفوا عن رسول الله ﷺ في غزوة تبوك، وقال ابن هشام في «سيرته» ما قدمنا ذكره.
و﴿عسى﴾ من الله سبحانه واجبةٌ وخبر صدق، وليست (عسى) من كلام العرب بخبرٍ ولا تقتضي وجوبًا، فكيف تكون في القرآن واجبةً وليس بخارج من كلام العرب؟ ولتقرير ذلك موضع غير هذا، والله سبحانه الموفق وهو أعلم.
وروى مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، أن أبا لبابة ارتبط بسلسلة ربوض، -والربوض: الثقيلة- بضع عشرة ليلة حتى ذهب سمعه، فما كاد يسمع، وكاد بصره يذهب، وكانت ابنته تحله إذا حضرت الصلاة، وإذا أراد أن يذهب لحاجته ذهبت به حتى يفرغ، ثم تأتي به فترده في الرباط كما كان، وكان ارتباطه ذلك إلى جذعٍ في موضع الأسطوان الذي يقال له: «أسطوان التوبة» .
والبضع: بكسر الباء وقد تفتح، وفيه بين أهل اللغة خلاف، والأشهر فيه أنه من ثلاثٍ إلى تسع.
وروي أيضًا عن محمد بن كعب القرظي: أن النبي ﷺ كان يصلي أكثر نوافله إلى أسطوان التوبة.
قال: وهي الأسطوان الثانية التي عن يمين حجرة النبي ﷺ في الصف الأول مع الإمام المصلي، في مصلى النبي ﷺ، وهي معروفة عند أهل المسجد.
ذكر الأسطوان التي كان رسول الله ﷺ يصلي إليها
روى الزبير بن حبيب أن الأسطوان الذي بعد أسطوان التوبة في الروضة، وهي الثالثة من المنبر، ومن القبر، ومن رحبة المسجد، وهي متوسطة في الروضة، صلى إليها رسول الله ﷺ المكتوبة بضع عشرة