الآخرة، فقد استمسكت بالعروة الوثقى، فمن قال بمقالتك وشهد بشهادتك حشر غدا يوم القيامة تحت لوائك وفى زمرتك.
ولما أن وضعت آمنة بعثت جاريتها إلى جده عبد المطلب فجاءت إليه- وهو جالس فى الحجر معه ولده ورجال من قومه- فأخبرته أن آمنة قد ولدت غلاما، فسر بذلك، وقام هو ومن كان معه، فدخل عليها فأخبرته خبره، وحدثته بكل ما رأت حين حملت به، وما قيل لها فيه، وما أمرت أن تسميه. فأخذه عبد المطلب فأدخله على هبل فى جوف الكعبة، وقام عبد المطلب يدعو الله ويشكر له الذى أعطاه إياه فقال:-
الحمد لله الذى أعطانى
هذا الغلام الطيب الأردان
قد ساد فى المهد على الغلمان
أعيذه بالله (1) ذى الأركان
حتى يكون بلغة الفتيان
حتى أراه بالغ البنيان
أعيذه من كل ذى شنآن
من حاسد مضطرب الجنان
ذى همة ليس له عينان
حتى أراه رافع اللسان
أنت الذى سميت فى الفرقان
فى كتب ثابتة المثان (2)
أحمد مكتوب على اللسان
ثم دفعه عبد المطلب إلى نسوة يكفئين عليه برمة (3) لأنه كان
مخ ۵۲