282

اتحاف الورى في أخبار أم القرى

اتحاف الورى في أخبار أم القرى

ژانرونه

ويقال: إن المشركين لما اشتدوا على المسلمين كأشد ما كانوا حتى بلغ المسلمين (1) الجهد، واشتد عليهم البلاء، واجتمعت قريش فى مكرها أن يقتلوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علانية. فلما رأى أبو طالب عمل القوم جمع بنى عبد المطلب وأمرهم أن يدخلوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شعبهم، ويمنعوه ممن أراد قتله، فاجتمعوا على ذلك مسلمهم وكافرهم، فمنهم من فعله حمية ومنهم من فعله إيمانا ويقينا. فلما عرفت قريش أن القوم قد منعوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واجتمعوا على ذلك اجتمع المشركون من قريش فأجمعوا أمرهم، ألا يجالسوهم، ولا يبايعوهم، ولا يدخلوا بيوتهم حتى يسلموا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للقتل، وكتبوا فى مكرهم صحيفة وعهودا ومواثيق، لا يقبلوا/ من بنى هاشم أبدا صلحا، ولا تأخذهم فيهم رأفة حتى يسلموه للقتل.

فلبث بنو هاشم فى شعبهم ثلاث سنين، واشتد عليهم البلاء والجهد، وقطعوا عنهم الأسواق؛ فلا يتركوا طعاما يقدم مكة ولا بيعا إلا بادروهم فاشتروه؛ يريدون بذلك أن يدركوا سفك دم رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

وكان أبو طالب إذا أخذ الناس مضاجعهم أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاضطجع على فراشه، حتى يرى ذلك من أراد مكرا به واغتياله، فإذا نوم الناس أمر أحدا من بنيه، إو إخوته، أو بنى عمه فاضطجع على فراش رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يأتى بعض فرشهم فينام عليه (2).

مخ ۲۸۴