258

اتحاف الورى في أخبار أم القرى

اتحاف الورى في أخبار أم القرى

ژانرونه

تؤذيهم فى ناديهم ومسجدهم، فانته عن أذاهم. فحلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ببصره إلى السماء فقال: أترون هذه الشمس؟ قالوا: نعم.

قال: فما أنا بأقدر على أن أدع ذلك [منكم] (1) على أن تستشعلوا منه شعلة. فقال أبو طالب: والله ما كذب ابن أخى قط فارجعوا.

ويقال: إن قريشا بعثوا رجلا (2) إلى أبى طالب فقال له: هؤلاء مشيخة قومك، يستأذنون عليك. قال: أدخلهم. فلما دخلوا عليه قالوا: يا أبا طالب أنت كبيرنا وسيدنا، فأنصفنا من ابن أخيك؛ فمره فليكفف عن شتم آلهتنا، وندعه وإلهه. فبعث إليه أبو طالب، فلما جاء قال: يا ابن أخى، هؤلاء مشيخة قومك وسرواتهم، وقد سألوا النصفة: أن تكف عن شتم آلهتهم ويدعوك وإلهك. قال: أى عم، أو لا أدعوهم إلى ما هو خير لهم منها؟ قال: وإلى ما تدعوهم؟ قال:

أدعوهم إلى أن يتكلموا بكلمة تدين لهم بها العرب، ويملكون بها العجم.

قال أبو جهل: ما هى وأبيك فنعطينكها (3) وعشرا أمثالها. قال: فقولوا لا إله إلا الله. فتفرقوا، وقالوا: لو سألتنا غير هذه؟ فقال: لو جئتمونى بالشمس حتى تضعوها فى يدى ما سألتكم [غيرها] (4). فغضبوا وقاموا من عنده، وقالوا: والله لنشتمنك وإلهك الذى يأمرك بهذا.

وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم (5)

مخ ۲۶۰