المقدمة إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ . ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ . أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. ثم أما بعد: فهذه هي السلسلة الرابعة من "السلسلة السلفية للرسائل والكتب النجدية" أُقدمها لإخواني طلبة العلم المحبين للسُّنَّة وأهلها. وتتمثل هذه

1 / 5

السلسلة في رسالة للإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن، رد بها على عبد اللطيف الصحاف - أحد المناوئين للدعوة السلفية. بين الإمام المبجل، والشيخ الجليل المفضل عبد اللطيف بن عبد الرحمن- ﵀ – في هذه الرسالة الموجزة، ضلال الصحاف، ومخالفته لمنهج الأنبياء والمرسلين، وذلك بالقول الساطع، والبرهان القاطع. فبين – ﵀ – معنى "لا إله إلا الله"، وماذا تقتضي، وتكلم عن التكفير، وأنواعه، وحكم كل منها. فتكلم عن حكم التكفير إذا صدر من متأَوِّل مخطئ ممن يسوغ له التأويل. وعن حكمه إذا صدر ممن يستند في تكفيره إلى نص وبرهان من كتاب الله وسنة نبيه ﷺ. وعن حكمه إذا صدر من أعداء الله ورسوله أهل الإشراك والإلحاد في أسمائه وصفاته. وعن حكمه إذا صدر لمجرد عداوة أو هوى أو لمخالفة لمذهب. وعن حكمه إذا كان فيما دون الشرك من الذنوب كالسرقة، والزنا، وشرب الخمر. ثم بين – ﵀ – الكفر المنافي لكلمة التوحيد، وأن كلمة التوحيد وحدها لا تعصم صاحبها. وأبان المؤلف – ﵀ – في ثنايا هذه الرسالة عن حكم بعض الأحاديث، والذكر المشروع، وحكم السماع، وفتنة المبتدعة بمشايخهم وعلمائهم.

1 / 6

(ويا لله كم في هذه الرسالة من الأصول الأصيلة والمباحث الجليلة التي تطلع منها على بلاغة مبديها، وجلالة منشيها، وأن له من الميراث النبوي الحظ الأوفر، وأن ينابيع علومه تتفجر من ذلك البحر الزاخر) (١) . (وقد موه هذا) الصحاف الجاهل (بهذه السفسطة والجعجعة، وهرقع بهذه المخرقة والقعقعة، وظن أن ليس في حمى التوحيد من أهله ضيارم، ولا لتلك الشبه المتهافتة من عالم مصارم، كلا والله إن الليث مفترش على براثنه لحماية حمى التوحيد وقاطنه، فلا يأتي صاحب بدعة ليقلع من التوحيد الأواسي، ويهدم منه الرعان الشامخات الرواسي، إلا ودفع في صدره بالدلائل القاطعة، والبراهين المنيرة الساطعة، فرحمه الله من إمام جهبذ ألمعي، ومقول بارع لوذعي، أحكم وأبرم من الشريعة المطهرة أمراسها، وأوقد منها للورى نبراسها، وسقى علالا بعد نهل غراسها، فأورقت وبسقت أشجارها، وأينعت بحمد الله ثمارها، فجنى من ثمارها كل طالب مسترشد، وورد من معينها الصافي كل موحد. إمام هدى فاضت ينابيع علمه ... فأم الأوام الواردون معينها فبلوا الصدى من صفوها وتضلعوا ... وضعضع من تيارهن مهينها كهذا الذي أبدى معرة جهله ... وكان يرى أن قد أجاد رصينها فضعضعها بالرد والهد جهبذ ... وأبدى عوارا قد رأى أن يزينها وما هو إلا كالسراب بقيعة ... يلوح لظمآن فلاقى منونها فإن كنت مشتاقا إلى كشف زهوها ... فإن الإمام الشيخ أبدى كمينها _________ (١) "مجموعة الرسائل والمسائل": (٣/١٨٦) .

1 / 7

وجلى ظلام الجهل بالعلم مدحضا ... ضلالات كفر غثها وسمينها وأطلع شمس الحق للخلق جهرة ... وشاد لعمري للبرية دينها وقد سمعت أنوار برهان علمه ... وقد بلغت غرب البلاد رصينها ورد على من رد سنة أحمد ... ورام سفاهًا بالهوى أن يشينها وختاما أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجزي إمامنا الشيخ عبد اللطيف خير الجزاء، وأن يرفع درجاته في عليين، وأن يجعل ما نقوم من خدمة نشر علم أهل السنة خالصا لوجهه الكريم موجبا للفوز بجنات النعيم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وكتبه أبو عبد الله عبد العزيز بن عبد الله الزير آل حمد غفر الله له ولوالديه وللمسلمين "الرياض" – ٨/١٠/١٤١٤هـ _________ (١) "مجموعة الرسائل والمسائل": (٣/٢٣٩) .

1 / 8

الإتحاف فى الرد على الصحاف ترجمة موجزة للمؤلف اسمه ونسبه: هو الشيخ الإمام، وعلم الهداة الأعلام، البحر الفهامة، والفاضل العلامة الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ﵏ بمنه وكرمه. مولده: ولد سنة ١٢٢٥هـ في بلدة العلم والعلماء: الدرعية. حياته: نقل الشيخ عبد اللطيف مع والده آنذاك إلى مصر، إثر الدمار الذي أصاب الدرعية، على يد الهالك إبراهيم بن محمد علي باشا عليه من الله ما يستحق، وكان عمره قرابة الثمان سنوات ونشأ بمصر وتزوج بها، وتمكن من الاشتغال بطلب العلم، والتزود منه، ثم بعد ذلك خرج إلى نجد وذلك في سنة ١٢٦٤هـ، وقدم مدينة الرياض واستقر فيها بضعة أشهر درس فيها بعض الدروس، ثم انتقل بعد ذلك إلى الأحساء معلما وداعيا، ومكث فيها فترة من الزمن، ثم عاد إلى الرياض مرة أخرى. شيوخه: قد علم فيما سبق أن الشيخ ﵀ مكث في مصر مدة من الزمن، درس فيها على عدد من المشايخ فمنهم: ١ - والده الإمام العلامة عبد الرحمن بن حسن.

1 / 9

اصول - د اسلامي متنونو لپاره څیړنیز اوزار

اصول.اي آی د اوپنITI کورپس څخه زیات له 8,000 اسلامي متونو خدمت کوي. زموږ هدف دا دی چې په اسانۍ سره یې ولولئ، لټون وکړئ، او د کلاسیکي متونو د څیړلو کولو لپاره یې آسانه کړئ. لاندې ګډون وکړئ ترڅو میاشتني تازه معلومات په زموږ د کار په اړه ترلاسه کړئ.

© ۲۰۲۴ اصول.اي آی بنسټ. ټول حقوق خوندي دي.