فسمعهم وطاعتهم لا أمرهم ومعاهدتهم على ذلك هو سمع وطاعة لله تعالى ومعاهدة له وعهد الله إلى خلقه وهو أمره ونهيه الذي بلغته رسله والتخصيص والتفضيل يظهر في الوفاء به ومتابعة الرسل ولهذا قال تعالى: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} أي أوفوا بأمري أوف بوعدكم الذي وعدتكم على الوفاء به فإن المبايعة والمعاهدة تتضمن المعاوضة من الجانبين فهم إذا أوفوا بما عاهدوا الله عليه من الطاعة وفي الله تعالى بما عاهد عليه من الأجر والثواب كما قالت الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم اشترط لربك ولنفسك ولأصحابك فقال: «أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ولنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أبناءكم ونساءكم ولأصحابي أن تواسوهم» قالوا فإذا فعلنا ذلك فما لنا قال: «لكم الجنة» قالوا امدد يدك فوالله لا نقيلك ولا نستقيلك
مخ ۳۲۲