فكان أبو بكر وعمر يعطيانه حقه من بيت المال فلا يأخذه فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم على زعم هذا قد جعل من استغاث به فإنما استغاث بالله وقد حضه على ذلك كمن سأل الله فيلزم أن يحض الناس على سؤاله والأمر بالعكس بل مدح من لم يسأله وذم كثيرا ممن سأله
وأما الوجه الثاني وهو قوله إنه يصح أن يراد أنه لا يستغاث بي على وجه التأثير والاقتدار إنما ذلك لله وفائدة التنبيه على ذلك أن لا يتعلق به صلى الله عليه وسلم أحد في الانتصار به من جهة السببية الظاهرة كما يتعلق الناس بالأسباب على الغفلة بل يكون تعلقهم بالنظر إلى جانب الربوبية فيه ومكانته عند ربه فيكون ذلك كما قال من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس الخبر
فالجواب عنه من وجوه
مخ ۳۸۸