ومن المعلوم أن المطلوب من النبي صلى الله عليه وسلم تارة يقدر عليه وتارة لا يقدر عليه وقد يظن السائل أنه يقدر عليه ولا يكون قادرا وكان نساؤه يسألنه النفقة أحيانا وليس عنده ما ينفق عليهن وسألته الأعراب حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه فقال ردوا علي ردائي فوالذي نفسي بيده لو أن عندي عدد هذه العضاه نعما لقسمتها بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا وحقيقة قوله لا يستغاث بي وإن كان مراده الاستغاثة الكلية كما يقال لا يستغاث بي ولا يتوكل علي ولا أدعى ولا أسأل ونحو ذلك فمراده النهي عن الطلب الذي لا يفعله إلا الله تعالى كما نهى عن السجود له وكما نهى أن يقال ما شاء الله وشاء محمد
وقال لمن قال ما شاء الله وشاء محمد ما روي عن ابن عباس قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت فقال: «أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده»
مخ ۳۷۵