فمن كان غاية توحيده شهود القيومية والربوبية العامة كان قد شهد ما أقر به المشركون ولم يكن قد شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإنما يشهد ذلك من شهد الفرق بين المأمور والمحظور وبين أولياء الله وأعدائه وبين توحيده والإشراك به وعبد الله كأنه يراه وهذا شهد الفرق في الجمع فهو مع شهوده القيومية يشهد أنه الإله المستحق للعبادة دون ما سواه ووجوب طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه ويستعينه على فعل ما أمر وترك ما حظر وشهوده أنه خلق الملائكة والشياطين لا يحجبه عن أن يشهد أن الملائكة والأولياء والشياطين أعداد وكذلك شهوده أنه خالق أفعال العباد لا يحجبه عن أن يشهد أنه يحب الإيمان والعمل الصالح ويرضاه ويكرم أهله ويقربهم إليه وينهى عن الكفر والفسوق والعصيان ويمقت أهله ويعاقبهم فمن غلط هذا ظن أن مجرد شهود القيومية هو شهود المقربين وظن أن هذا هو عبادة الرب كأنه يراه
ومن هؤلاء من يظن أن من شهد القيومية سقط عنه الملام ومنهم من يقول إن الخضر سقط عنه الملام لشهوده القيومية
مخ ۳۵۴