وأما حديث الأولياء فليس من هذا الباب بالكلية وإنما فيه فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي لم يقل أنا أسمع وأنا أبصر ولا أنا أبطش ولا أنا أمشي
وقد صرح بالفرق فيه بين الرب والعبد من وجوه متعددة كقوله من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ففرق بين نفسه ووليه وعدوه ووليه ثم قال ما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ففرق بين المتقرب والمتقرب إليه ثم قال فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به إلى آخره فلم يقل كنت إياه ولا فيه أن فعل أحدهما هو فعل الآخر ولكن أخبر أن إحسان العبد وفعله يقع به لأن العبد إذا صار موافقا لله فيما يحبه ويرضاه يحب ما يحب ويبغض ما يبغض ويرضى بما يرضى ويأمر ما يأمر وينهى عما ينهى صار الإيمان به ومعرفته وتوحيده في قلبه فإحساسه وأفعاله تقع به
مخ ۳۴۷