کتاب الاستغاثه
كتاب الاستغاثة
ويقال ثالثا وهب أن قائل ذلك أخطأ في هذا النفي لكن ليس كل مخطئ يكفر لا سيما إذا قاله متأولا باجتهاد أو تقليد
وإن أراد بقوله لا يكون وسيلة أي لا يكون الإيمان به ومحبته وطاعته وموالاته واتباع سنته والمجاهدة على دينه ونحو ذلك وسيلة إلى الله تعالى فهذا لم ينفه أحد ونفي الاستغاثة به لا ينفي هذه الوسائل وهذه وسائل في حصول الثواب والقرب من الله تعالى وسعادة الدنيا والآخرة لا في مجرد الاستغاثة ومحمد صلى الله عليه وسلم هو الوسيلة إلى سعادة الدنيا والآخرة بهذا الاعتبار ومن نفى كونه وسيلة إلى الله تعالى بهذا الاعتبار فهو الكافر حقا فإنه نفى رسالته التي هي أصل الإيمان
الحادي عشر قوله وهذا نفي لوصف من أوصاف الكمال الثابتة له صلى الله عليه وسلم فيقال له لا نسلم أن هذا نفي لشيء من صفات الكمال بل ولا نفي لشيء موجود بل هو نفي لشيء منتف في نفس الأمر
ويقال له ثانيا هذا الوصف عندك ثابت لآحاد الناس بل قولك يقتضي أنه ثابت لكل مخلوق وما ثبت لآحاد الناس لم يكن من خصائص الرسل التي تعد من كمالاتهم فلا يقول عاقل إن ما شارك فيه عامة الناس يكون من كمالات الرسالة التي يكون نفيها قدحا في رسالته
مخ ۶۳۲