299

وهؤلاء لا يتصور أن يقضي لهم جميع مطالبهم ولا أكثرها كما أن ما تخبر به الشياطين من الأمور الغائبة لا يصدقون فيه كله ولا في أكثره بل يصدقون في واحدة ويكذبون في أضعافها ويقضون لهم حاجة واحدة ويمنعونهم أضعافها ويكون فيما أخبروا به وأعانوا عليه إفساد حال الرجال في الدين والدنيا وهذه الأمور لبسطها موضع آخر

والمقصود أن كثير من الضالين الجاهلين يستغيثون بمن يحسنون به الظن من الأموات والغائبين في كل ما يستغاث الله فيه ولا يتصور أن هؤلاء يسألونهم مطالبهم كلها ولا أكثرها بل غاية ما يطلبون منهم من جنس تحصيل المنافع ودفع المضار ولا يحصل بل قد يحصل بعض المطالب كما يحصل لعباد الأصنام والكواكب وغيرهم من المشركين ويكون ما يخبرون به ويفعلونه شبهة للمشركين كما أن ما يخبر به الكاهن ونحوه من الأخبار فإنه يصدق في واحدة ويكذب في شيء كثير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «لو أتوا بالأمر على وجهه لكان ولكن يخلطون بالكلمة الواحدة مئة عذبة»

مخ ۶۲۷