کتاب الاستغاثه
كتاب الاستغاثة
وهؤلاء لا يتصور أن يقضي لهم جميع مطالبهم ولا أكثرها كما أن ما تخبر به الشياطين من الأمور الغائبة لا يصدقون فيه كله ولا في أكثره بل يصدقون في واحدة ويكذبون في أضعافها ويقضون لهم حاجة واحدة ويمنعونهم أضعافها ويكون فيما أخبروا به وأعانوا عليه إفساد حال الرجال في الدين والدنيا وهذه الأمور لبسطها موضع آخر
والمقصود أن كثير من الضالين الجاهلين يستغيثون بمن يحسنون به الظن من الأموات والغائبين في كل ما يستغاث الله فيه ولا يتصور أن هؤلاء يسألونهم مطالبهم كلها ولا أكثرها بل غاية ما يطلبون منهم من جنس تحصيل المنافع ودفع المضار ولا يحصل بل قد يحصل بعض المطالب كما يحصل لعباد الأصنام والكواكب وغيرهم من المشركين ويكون ما يخبرون به ويفعلونه شبهة للمشركين كما أن ما يخبر به الكاهن ونحوه من الأخبار فإنه يصدق في واحدة ويكذب في شيء كثير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «لو أتوا بالأمر على وجهه لكان ولكن يخلطون بالكلمة الواحدة مئة عذبة»
مخ ۶۲۷