کتاب الاستغاثه
كتاب الاستغاثة
للإنسان أن لا يسأل أحدا إلا الله تعالى كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم طائفة من أصحابه بذلك وهو نهي تحريم فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى وغير ذلك وهو أيضا نهي تحريم إذا طلب من المخلوق تمام مطلوبه فإن مطلوبه لا يقدر عليه إلا الله وإنما يقدر المخلوق على بعض أسباب مخلوقه وبهذا وجب على العبد أن لا يتوكل إلى على الله تعالى فإنه لا يقدر غير الله على حصول مطلوبه إذ مطلوبه وإن كان له أسباب فالمخلوق المعين إنما يقدر على بعض أسبابة ثم ذلك المخلوق لا يفعل شيئا إلا بمشيئة الله تعالى وقدرته
الخامس قوله وأما قول هذا المبتدع لا يستغاث بالرسول فإنه كفر إلى آخره
فيقال له أولا ليس هذا قوله فإنه لا ينفي عنه أن يستغاث به فيما يليق بمنصبه بل قد صرح بجواز ذلك أيضا فإنه لا يخص الرسول بالذكر ولا بل إنما قيل هذا على سبيل العموم وهو أنه لا يستغاث بميت أصلا لا الرسول ولا غيره ولا يستغاث بمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الخالق
ويقال ثانية دعواك أن هذا التخصيص كفر أحق بأن يكون كفرا بل يقال لك لا نسلم أنه باطل فضلا عن أن يكون كفرا وهذا عند التخصيص إذا قال لا يستغاث به بعد موته ونحو ذلك بمنزلة أن يقال لا يسأل ولا يدعى بعد موته أو لا يصلى على الرسول عند الذبح أولا تجب الصلاة على الرسول في الصلاة ونحو ذلك من العبارات النافية عن الرسول
مخ ۶۱۴