243

وآخرون قد جعلوا الميت بمنزلة الإله والشيخ الحي المتعلق به كالنبي فمن الميت يطلب قضاء الحاجات وكشف الكربات وأما الحي فالحلال ما حلله والحرام ما حرمه وكانوا في أنفسهم قد عزلوا الله عن أن يتخذوه إلها وعزلوا محمدا صلى الله عليه وسلم عن أن يتخذوه رسولا وقد يجيء الحديث العهد بالإسلام أو التابع لهم لحسن الظن بهم أو غيره يطلب من الشيخ الميت إما دفع ظلم ملك يريد أن يظلمه أو غير ذلك فيدخل ذلك السادن فيقول قد قلت للشيخ والشيخ يقول للنبي والنبي يقول لله والله قد بعث رسولا إلى السلطان فلان فهل هذا إلا محض دين المشركين والنصارى وفيه من الكذب والجهل ما لا يستجيزه كل مشرك ونصراني ولا يروج عليه

ويأكلون من النذور وما يؤتى به إلى قبورهم ما يدخلون به في معنى قوله تعالى {إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله} فإنهم يأكلون أموال الناس بغير حق ويصدون عن سبيل الله ويعوضون بأنفسهم ويمنعون غيرهم إذ التابع لهم يعتقد أن هذا هو سبيل الله ودينه فيمتنع بسبب ذلك عن الدين الحق الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه

مخ ۵۶۵