کتاب الاستغاثه

ابن تیمیه d. 728 AH
201

فلو كان الدعاء عند القبور أجوب منه في غير تلك البقعة لكان قصدها للدعاء عندها مشروعا لم ينه أن يتخذ مسجدا فإن اتخاذ القبور مساجد يدخل فيه الصلاة وغيرها ويدخل فيه بناء المساجد عليها وكلاهما منه عنه بل محرم كما صرح به غير واحد من العلماء فإن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من فعل ذلك تحذيرا لأمته وهذا يقتضي توكيد التحريم

فإن الدعاء في الصلاة أجوب منه في غيرها كالدعاء في دبرها كما جاءت به السنة في الأدعية الشرعية فإنها مشروعة في آخر الصلاة كذلك الدعاء عقب الصلاة وأفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وإنما يكون بعد صلاة الظهر والعصر والوقوف بمزدلفة ودعاؤها بعد صلاة الفجر

والطواف يجري مجرى الصلاة ولهذا يستحب الدعاء في آخره كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بين الركنين «ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» والطواف تحية المسجد الحرام

مخ ۵۲۰