کتاب الاستغاثه

ابن تیمیه d. 728 AH
188

ولكن بعض الذين دخلوا في دين الصابئين والمشركين ظنوا أن شفاعة الرسول لأمته لا يحتاج إلى دعاء منه بل الرحمة التي تفيض على الرسول تفيض على المستشفع به من غير شعور من الرسول ولا دعاء منه ومثلوا ذلك بإنعكاس شعاع الشمس إذا وقع على جسم صقيل ثم انعكس على غيره فإن الشمس إذا وقعت على ماء أو مرآة وانعكس شعاعها على حائط أو غيره حصل النور في الموضع الثاني بواسطة الشعاع المنعكس على المرآة قالوا فهكذا الرحمة تفيض على النفوس الفاضلة كنفوس الأنبياء والصالحين ثم تفيض بتوسطهم على نفوس المتعلقين بهم وكما أن انعكاس الشعاع يحتاج إلى المحاذاة فكذلك الفيض لا بد فيه من توجه الإنسان إلى النفوس الفاضلة وجعل هؤلاء الفائدة في زيارة قبورهم من هذا الوجه وقالوا إن الأرواح المفارقة تجتمع هي والأرواح الزائرة فيقوى تأثيرها

وهذه المعاني ذكرها طائفة من الفلاسفة ومن أخذ عنهم كإبن سينا وأبي حامد وغيرهم

مخ ۵۰۷