والمقصود هنا أن المخلوق يمكن أن يقيم مقامه من يفعل مثل فعله وأما الرب فهذا ممتنع في حقه ممتنع لذاته أن يكون غير الله مماثلا له في ذاته أو صفاته أو أفعاله فإن المثلين يجوز على أحدهما ما جاز على الآخر ويجب له ما يجب له ويمتنع عليه ما يمتنع عليه
والرب حي قيوم غني صمد واجب بنفسه مستحق لصفات الكمال بنفسه ممتنع اتصافه بنقائضها فإن كماله من لوازم ذاته الواجبة الوجود بنفسها التي يمتنع عدمها أو عدم شيء من لوازمها والمخلوق يجب أن يكون معدوما محدثا فقيرا فلو تماثلا للزم أن يكون كل منهما واجب الوجود واجب العدم قديما محدثا غنيا بنفسه فقيرا بنفسه وذلك جمع بين النقيضين
مخ ۳۳۲