ترى ما هو سبب نجاح الملائكة في هذا الامتحان؟ وما هو سبب فشل إبليس وخروجه من حرمة الله تعالى؟ السبب واضح وهو أن الملائكة نظروا إلى من أصدر الأمر وهو الله سبحانه وتعالى، فلو أمرهم الله تعالى أن يسجدوا لذبابة لسجدوا، أما إبليس فقد نظر إلى من أمر بالسجود له وهو آدم فقال: {أأسجد لمن خلقت طينا}[الإسراء: 60] وهذه القصة معروفة، وقد ذكرها الله سبع مرات في القرآن، مع أن الحادثة لم تقع إلا مرة واحدة، فهل فكرنا في سبب تكرارها؟ إنه الاعتبار حتى لا نكون مثله، ولذلك قال الإمام علي كرم الله وجهه ص 420 في خطبته المسماة القاصعة: (فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس، إذ أحبط عمله الطويل، وجهده الجهيد، وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة، لا يدرى من سني الدنيا أم من سني الآخرة، عن كبر ساعة واحدة، فمن منا بعد إبليس يسلم على الله بمثل معصيته -أي يسلم من عقابه-؟ كلا ما كان الله سبحانه ليدخل الجنة بشرا بأمر أخرج به منها ملكا، إن حكمه في أهل السماء وأهل الأرض لواحد، وما بين الله وبين أحد من خلقه هوادة في إباحة حمى حرمة على العالمين).
مخ ۲