فقال عبد الرحمن: «إني إذا ذهبت إليه بنفسي وأطلعته على أمري، أخشى أن يأمر بقتلي.»
فقال علي: «خطرت لي فكرة إذا أذن لي مولاي أطلعته عليها.»
قال: «قل ما بدا لك.»
قال: «أرى أن تلتمس مساعدة الأميرال الروسي قائد السفن الروسية في البحر المتوسط، فقد آنست منه ميلا إليك يوم كنا في ضواحي بيروت، ولو أنك سألته أن يعطيك توصية إلى الشيخ ضاهر العمر ما أظنه يأبى ذلك، ولا شك في أن الشيخ ضاهر يعمل بها لما بينهما من التحالف، فما رأيك؟»
فتهلل وجه عبد الرحمن استبشارا بهذه الفكرة وقال: «بورك فيك يا علي. لقد نطقت بالصواب، وليس أفضل لنا من هذه التوصية لدى الشيخ ضاهر، لكن كيف نعرف مكان العمارة الآن؟»
قال: «إذا وصلنا إلى مدينة صيدا نستفهم عن مكانها ونسير إليها والاتكال على الله.» قال: «حسنا.» ثم تذكر فقد ولده فعاد إليه قلقه وقال: «آه يا حسن! هل يقدر لي أن ألقاك؟»
فقال علي: «صبرا يا سيدي، إن قلبي يحدثني بأننا لا نلبث أن نلتقي به؛ إذ قد تحقق لدينا من ذلك الشهم عماد الدين أنه لا يزال على قيد الحياة، ولعله الآن في عكا؛ لأننا لم نجده في دمشق، وإذا كان هناك فسيلتقي به عماد الدين ويخبره بأمرنا فيبقى هناك في انتظارنا.»
فقال عبد الرحمن: «كل شيء بيد الله . وأرى أن هذه القافلة بطيئة السير وأحمالها ثقيلة، فالأفضل أن نسبقها.»
قال: «لا يا سيدي؛ لأننا لا نأمن المسير وحدنا في الطريق، فاللصوص فيه كثيرون من البدو وغيرهم، ولا بد لنا من مرافقة القافلة؛ إذ نكون في أمن معها.»
قال: «حسنا، ولكن هناك أمرا آخر قد أهمني كثيرا.»
ناپیژندل شوی مخ