فقال: «ومتى كان وصولكم إليها؟»
قال: «وصلنا منذ يومين.»
فقال: «أهلا وسهلا ومرحبا بكما، لقد شرفت المدينة كلها بزيارتكما لها، ويا حبذا لو أن هذه الزيارة كانت ودمشق في ظروف عادية، إذن لطابت لكما الإقامة بها و...»
فقاطعه علي وقال: «هل المدينة الآن في ظروف غير عادية؟»
فتنهد الدمشقي، وهز رأسه أسفا وقال: «ليس هناك إلا الخير بإذن الله.» وسكت.
فقلق السيد عبد الرحمن وقال: «إنك رجل كريم الأخلاق يبدو عنصرك الطيب في ملامح وجهك وحديثك، ونحن غريبان عن المدينة كما ترى، فهلا صرحت لنا بما طرأ على المدينة لنكون على بينة من الأمر؟»
فقال الدمشقي: «لقد كانت دمشق إلى ما قبل سنوات مدينة آمنة مطمئنة ينعم نزلاؤها جميعا بالراحة والهدوء والسعادة، ثم تبدل الحال بعد ذلك غير الحال، ولكن الله قادر على أن يعيد الأمور إلى نصابها.»
فازداد قلق السيد عبد الرحمن وقال: «قد سمعنا أن أولاد العظم ولاة هذه البلاد من أحرص الحكام على إقامة العدل والسهر على الرعية، وكان هذا مما حملنا على المجيء لزيارة دمشق، فهل ما سمعناه ليس حقا؟»
فعاد الدمشقي إلى التنهد وهز رأسه أسفا واكتفى بأن قال: «إن ما سمعتموه هو الحق يا سيدي، فالباشا - والحمد لله - لا يدخر جهدا في سبيل أمن البلاد وسعادتها.»
فقال السيد عبد الرحمن: «إذن ماذا هناك؟ لعل الوفاق ليس تاما بين الباشا وبين الأمير يوسف، أو لعل الشيخ ضاهر الزيداني قد امتدت أطماعه إلى هنا؟»
ناپیژندل شوی مخ