241

Issues of Rhetoric and Criticism by Abd al-Qahir al-Jurjani

من قضايا البلاغة والنقد عند عبد القادر الجرجاني

ژانرونه

ومن هذا القبيل: ما يروى أن المعتصم بنى قصرًا فخمًا جلس فيه، وجمع الناس من أهله وأصحابه وصعد إلى العرش، فاستأذنه اسحق ابن إبراهيم الموصلي في النشيد فأذن له، فأنشده شعرًا بالغ الجودة في وصفه ووصف المجلس إلا أن أوله تشبيب بالديار القديمة وبقية آثارها فكان أول بيت منها: يا دار، غيرك البلى؛ فمحاك ... يا ليت شعري ما الذي أبلاك؟ فتطير المعتصم منها (١). واعترض عبد الملك بن مروان على جرير، عندما بدأ ينشد قصيدته، فقال: أتصحوا أم فؤادك غير صاح ... عشية هم صحبك بالرواح؟ فقال له عبد الملك: "بلى فؤادك" كأنه استثقل هذه المواجهة، وإلا فهو يعلم أن الشاعر يخاطب نفسه (٢). كما اعترض على ذي الرمة عندما دخل عليه، فاستشده شيئًا من شعره، فأنشده قصيدته التي يقول في مطلعها:

(١) الصناعتين ص ٤١٨. (٢) العمدة ج ١ ص ١٤٨.

1 / 238