194

Issues of Rhetoric and Criticism by Abd al-Qahir al-Jurjani

من قضايا البلاغة والنقد عند عبد القادر الجرجاني

ژانرونه

أو غير ذلك، وأن كون المادة الروى هي النون بعد الواو، معلوم من روى الآية السابقة وهي قوله تعالى، ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ وإذا كان الغرض من هذه الآية: هو نفس أن يكون من الله تعالى ظلم للعباد، وإثبات ظلمهم لأنفسهم، كان من طبيعة هذا مثل هذا الأسلوب الذي يؤدي به مثل هذا الغرض: أن يدل أوله على آخره، وسابقه على لاحقه: فقد روى أنه لما بلغت قراءة النبي ﷺ ﴿ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ﴾ قال عبد الله بن أبي سرح: ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ فقال النبي ﷺ: "كذلك أنزلت". على أن الجاحظ قد أورد قول عبد الله بن المقفع: ليكن في صدر كلامك دليل على حاجتك، كما أن خير أبيات الشعر: البيت الذي إذا سمعت صدره عرفت قافيته. وإذا تعلق غرس المتكلم بمثل هذا، كان ما أسموه باسم "الارصاد" من صميم البلاغة، لأنه مما يقتضيه المقام (١). ٤) المشاكلة: وهي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبة ذلك الغير تحقيقًا

(١») الصبع البديعي ص ٤٧٣.

1 / 191