بعدد مدنك صارت آلهتك يا يهوذا وبعدد شوارع أورشليم وضعتم مذابح للخزي؛ مذابح للتبخير للبعل. (إرميا، 11: 13)
كان غضب يهوذا قد تفجر على الجميع أغنياء وفقراء، لكن الأغنياء كانوا أكثر مكرا ومعصية:
مثل قفص ملآن طيورا هكذا بيوتهم ملآنة مكرا، من أجل ذلك عظموا واستغنوا، سمنوا، لمعوا، أيضا تجاوزوا في أمور الشر ... أفلأجل هذه لا أعاقب؟ يقول الرب، أولا تنتقم نفسي من أمة كهذه؟! (إرميا، 5: 27-29)
أتسرفون وتقتلون وتزنون وتحلفون كذبا وتبخرون للبعل وتسيرون وراء آلهة أخرى لم تعرفوها، ثم تأتون وتقفون أمامي في هذا البيت الذي دعي باسمي عليه وتقولون أنقذنا؟! (إرميا، 7: 9-10)
محرقاتكم غير مقبولة وذبائحكم لا تلذ لي. (إرميا، 6: 20)
ثم يستدير إرميا يكيل الطعن لزملائه الأنبياء فكل الشر يأتي منهم بتعاونهم مع الكهنة فهم:
يفسقون ويسلكون بالكذب ويشددون أيادي فاعلي الشر حتى لا يرجعوا الواحد عن ... شره هكذا قال يهوه رب الجنود: لا تسمعوا لكلام الأنبياء الذين يتنبئون لكم فإنهم يجعلونكم باطلا ... يتكلمون برؤيا قلبهم لا عن فم يهوه ... ويقولون لكل من يسير في عناد قلبه لا يأتي عليكم شر. وقد سمعت ما قالته الأنبياء الذين تنبئوا باسمي بالكذب ... عار أبدي وخزي أبدي. (إرميا، 23: 14-40)
وبالطبع «كان بقية الأنبياء يقولون عن إرميا ذات الأقوال ويرمونه بذات الاتهامات، لكنه كان يعتبر نفسه الصادق وهم الكذبة»، وبقي حوالي ثلاثين عاما يطلق نبوءاته ويغامر بحياته ويعرض نفسه لأكثر من مؤامرة، حتى قال إنه قد أصبح «إنسان خصام وإنسان نزاع مع كل الأرض» (15: 10)، وقد انعكست معاناته تلك في رغبة دفينة في الثأر والانتقام من الجميع؛ فينادى يهوه بكل رغباته الدموية:
لا تصفح عن إثمهم ... سلم بنيهم للجوع وادفعهم ليد السيف، فتصير نساؤهم ثكالى وأرامل، ويصير رجالهم قتلى الموت، وشبانهم مضروبي السيف في الحرب. (إرميا، 18: 18-23)
ويردد إرميا «ما سيردده بعد ذلك نبي في مكان بعيد وزمن أبعد منطقا» يتناول عبادة الأصنام التي لا تستحق السجود:
ناپیژندل شوی مخ