وسنحاول هنا ضرب بعض الأمثلة التي تدخل روايات التوراة في عداد الخرافات البسيطة، والمركبة؛ فسفر القضاة مثلا يحدثنا كيف قتل «شمشون» ألف فلسطيني بفك حمار (سفر القضاة، 15: 16)، وهناك روايات تحتوي على أرقام خيالية إلى حد بعيد، كما في تقرير سفر الملوك الأول «فضرب بنو إسرائيل من الآراميين مائة ألف رجل في يوم واحد» (20: 29)، والحديث هنا عن حرب دارت بين «آخاب» ملك إسرائيل، وبين «بنحدد» ملك دمشق، حوالي عام 860ق.م، ومثل ذلك الحديث ليس فقط عسير التصديق، بل هو كذب فاضح؛ لأن مملكة دمشق بكاملها لم تكن تحتوي على مائة ألف رجل يمكن قتلهم في يوم واحد بل ربما لم يبلغ سكانها جميعا رجالا ونساء وأطفالا هذا الرقم العظيم.
وفي تلك الخرافات ما يعد لونا من الأساطير المشروعة إيمانا، ولا زالت موضع تصديق وإيمان في اليهودية والمسيحية، بل وفي الإسلام مع بعض التعديل، مثل قصة وجود آدم في الجنة وأكله من الثمرة المحرمة، وحديث حواء مع الحية التي تتكلم:
7
وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله، فقالت الحية للمرأة: أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجرة الجنة؟ فقالت المرأة للحية: من ثمر شجر الجنة نأكل، وأما ثمرة الشجرة التي في وسط الجنة، فقال الله: لا تأكلا منه وتمساه، لئلا تموتا. فقالت الحية للمرأة: لن تموتا، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه، تنفتح أعينكما، وتكونان كالله عارفين الخير والشر. (تكوين، 3: 1-5)
ومن قبيل تلك المصدقات الإيمانية، المبالغة الهائلة في أعمار الرعيل الأول من البشرية:
فكانت كل أيام آدم التي عاشها تسعمائة وثلاثين سنة. (تكوين، 5: 5)
فكانت كل أيام شيث تسعمائة سنة واثني عشر سنة ومات. (تكوين، 5: 8)
فكانت كل أيام آنوش تسعمائة وخمسين سنة ومات. (تكوين، 5: 11)
فكانت كل أيام قينان تسعمائة وعشر سنين ومات. (تكوين، 5: 14)
فكانت أيام مهلائيل ثمانمائة وخمسا وتسعين سنة ومات. (تكوين، 5: 17)
ناپیژندل شوی مخ