============================================================
فكيف يحيط بالحقيقة محصور؟! العارف كلامه مغرب(186) ، وبعيه (187) بالمغرب(*14) ؛ والوارث كلامه مشرق ، وبعثه بالمغرب والمشرق(189) . فالمحمدي يغري الأسرار، ويكسو الأسوار(120)، وقلبه بالحقيقة مغمور، وبشاهد (191) الطريقة عليه مستور، خجرد عن الغير، واوضح له المراد فجد في السير؛ فشاهد من ذاته ذاته، ومن صفاته صفاته، ومن أفعاله أسماءه (192)، ومن أرضه سماءه(193). ثم فني عنه بالكلية، واستوت (199) على عرشه (193) صفات الآلهية، فصح (194) هنالك بقاء رسم العبودية ؛ ومن هنا قال من قال : إياك وإفشاء سير الربوبية (197) . إذا شحي (152) الوارث عن نفسه، فلا فائدة له إلا قيامه من رمسه(154) (198)، وفناؤه عن حركته وحسه؛ فإذا غرق في هذا البحر غرق في المنة(155) (120)، فوجب عليه إقامة الفرض والسنة .
فأقر القاضي بشفائه واعترف، وشكر على ما سمع وانصرف.
قال الستالك: 1111 ثم صرف (156) إلي وجهه، وتلا قوله تعالى : ولكل وجهة}(157)، ثم قال (158): اعلم انك قادم على ربك، ليكشف لك عن سير قلبك، وينبهك على اسرار كتايه، ويعطيك مفتاح قفل بابه، ليكمل ميراتك، ويصح انبعائك،
وهو (159) حظك من " أوحى إلى عبده "(160) ؛ فلا تطمع في تخصيصك (153) محي : المحو ذهاب الشيء إذا لم يبق له أثر، وإذا بقي له اثر يسمى الصوفية ذلك طمأ . را. المعجم الصوفي ، للمحققة، مادة المحو والإثبات (154) رمسه: قبره (155) المنة : الوهب الالهي . والعطاء الالهي للانسان هو نوعان عند ابن عربي عطاء يستحقه الانسان جزاء أفعاله، وعطاء بهبه الله عز وجل للانسان منة وفضلا منه انظر، المعجم الصوفي، للحققة، مادة المنة والاستحقاق (156) أي مومى عليه السلام. (157) سورة البقرة ، آية 148 . (158) قال : أي قال موسى عليه السلام يتصح وينبه السالك . (159) وهو : أي الميراث. (160) ذلك الباب : أي باب التشريع والنبوة وإنزال الكتب .
مخ ۹۶