============================================================
لذلك تجاوزت عن اثبات الاملاء القديم في النص وعن مقارنة النسخ فيما يتعلق بالاملاء، واكتفيت بأن أقدم النص المنشور بالاملاء الحديث وذلك حتى لا احمل المتن والفهارس أرقاما يمكن الاستغناء عنها أورد ابن عربي كتابه " الإسرا على صيغة الرواية، ولم يقسمه الى أبواب وفصول أسوة بغيره من الكتب، بل جعله من أوله إلى آخره متوالية من الأبواب؛ وقد ارتأيت أن أقسمه بحسب مضمونه الى مقدمة وأقسام خمسة فصلتها عند تحليلي الكتاب فيما تقدم فلتراجع ان كتاب " الاسرا" هو صدى للآيات القرآنية ، فلا تكاد تخلو عبارة فيه من استشهاد أو إشارة أو تضمين آية قرآنية . لذلك رأيت أن أورد في الحاشية أرقام الآيات القرآنية الواردة في المتن ، وذلك محافظة مني على موسيقى النص.
اعتمدت تخريج كل الأحاديث الشريفة الواردة في النص وجمعها في فهرس موحد بحسب ترتيبها الأبجدي . وقد وضعت هذا الفهرس في مكانه من قسم الفهارس الملحق بالكتاب . وكنت أشير عند ورود أي حديث في المتن إلى رقمه المخصص له في فهرس الأحاديث : تتسارع المعاني في كتاب " الاسرا" حتى لا نكاد نلحق بها ، ففي كل حرف ضمن ابن عربي معنى أو إشارة إلى آية ؛ فلا مكان للحشو والتطويل والشرح والتفسير في هذا الكتاب ؛ لذلك يجده البعض غامضا (39) ، ولكننا نراه سفرا حمل جواهر النصوص ، وامام طوفان عبارات الآخرين فهو لم يحمل على سفيته إلا من كل زوجين اثنين .. أي أمهات المعاني دون توليداتها .. لذلك ارى أن نشر هذا التص دون شروحات ومداخلات وتوضيح للاشارات، هر عمل تنقصه الامانة العلمية ، إذ لا فائدة من نص يظل في متناول مفهوم النخبة: ومن هذا المنطلق، بذلت جهدا كبيرا في شرح المفردات ، وتوضيح الاشارات، دون أن أقيم من الشروحات سدأ يحجب النص عن عوالم المعاني المطلقة ؛ إذ أن نسبة لغة ابن عربي إلى أفكاره هي نسبة الأجساد إلى أرواحها، (34) المعراج والرمز الصوفي ، تذير العظمة ، دار الباحث، بيروت 1942 .
مخ ۴۴