============================================================
والسياحة، هذا[ الفيلوف) بنظره ، وهذا [ التابع) بما شرع له استاذه ومعلمه المستى شارعا فلما فرغا من حكم أسر الطبيعة العنصرية ، وما بقي واحد منهما يأخذ من حكم الطبيعة العنصرية إلا الضروري الذي يحفظ به وجود هذا الجم، الذي بوجوده واعتداله وبقائه يحصل لهذه النفس الجزئية مطلوبها من العلم بالله الذي استخلفها خاصة فاذا خرجا عن حكم الشهوات الطبيعية العنصرية، وفتح لهما باب السماء الدنيا، تلقى المقلذ آدم عليه السلام ففرح به وأنزله إلى جانبه، وتلقى صاحب النظر المستقل روحانية القمر فأنزله عنده ، ثم ان صاحب النظر اللي هو نزيل القمر في خدمة آدم عليه السلام؛ وهو كالوزير له، مامورا من الحق بالتسخير ل؛ وراى جميع ما عنله من العلوم لا يتعدى ما تحته من الاكر، ولا علم له بما فوقه، وانه مقصور الأثر على ما دونه . وراى آوم أن عنده علم ما دونه وعلم ما فرقه من الأمكنة ، وانه يلقى إلى نزيله مما عنده مما لي في وسع القمر أن يعرفه، وعلم آنه ما آنزله عليه إلا عناية ذلك المعلم الذي هو الرسول؛ فاغتم صاحب النظر وندم حيث لم يسلك على مدرجة ذلك الرسول . واعتقد الايمان به وأته إذا رجع من صفرته تلك، آن يتبع ذلك الرسول ويستانف من أجله سفرا آخر.
ثم إن هذا التابع نزيل آدم علمه ابوه من الأسماء الإلهية على قدر ما رأى أنه يحمله مزاجه؛ فإن للنشأة الجسمية العنصرية أثرا في النفوس الجزئية، فما كلها على مرتبة واحدة في القبول، فتقبل هذه ما لا تقبل غيرها؛ وفي أول سماء يقف و تسبع] من علم آدم على الوجه الإهي الخاص الذي لكل موجود سوى الله، الذي يحجبه عن الوقوف مع سببه وعلته؛ وصاحب النظر لا علم له بذلك الوجه أصلا ، والعلم بذلك الوجه هو العلم بالأكسير في الكيمياء الطبيعية، فهذا هو إكسير العارفين ؛ وما رأيت أحدا نبه عليه غيري، ولولا أن مأمور بالنصيحة لهذه الآمة بل لعباد الله ما ذكرته) فعلم كل واحد منهما [ التابع والفيلسوف) ما لهذا الفلك من الحكم الذي ولاه الله به في هذه الأركان الأربعة والمولدات، وما أوحى الله في هذه السماء من الأمر المختض بها، في قول : (وأوحى في كل سماء أمرها} [فصلت / 12)، وما علم صاحب النظر نزيل القمر من ذلك إلا ما يختص بالتأثيرات البدنية والاستحالات في أعيان الأجسام المركبة من الطبيعة العنصرية؛ وحصل التابع ما فيها (السماء الأولى) من العلم الإلهي الحاصل للنفوس الجزئية مما هو لهذا الفلك خاصة، وما نة وجود الحق من ذلك وما له فيهم من الصور، ومن أين صحت الخلافة لهذه النشأة الانساتية علم التابع صورة الاستخلاف في العلم الإلهي، وعلم صاحب النظر الاستخلاف العنصري في تدبير الأبدان ، وعلل الزيادة والربو والتمو في الأجسام القابلة لذلك والنقص؛ فكل ما حصل لصاحب النظر حصل للتابع ، وما كل ما حصل للتابع حصل لصاحب النظر؛ فما يزداد صاحب النظر إلا غمأ على غم وما يصدق متى ينقضي سفره ويرجع الى بدنه، فإنهم في هذا السفر مثل النائم فيما يرى في نومه ، وهو يعرف انه في النوم فلا يصدق متى يستيقظ ليستأنف العمل ويسريح من غمه، وإفا يتقلق خوفا بما حصل له في سفره أن يقبض فيه فلا يصح له ترق بعد ذلك، فهذا هو الذي يزعجه والتابع ليس كذلك، فإنه يرى الترقي يصحبه حيث كان من ذلك 142
مخ ۲۴۲