239

============================================================

ثم عرج به الى سدرة المتتهى ، فإذا نبقها = ثمرها) كالقلال ، وورقها كاذان القيلة، فرآما وقد غشاها الله من النور ما غشى، فلا يستطيع احد أن ينعتها ... ورأى يخرج من اصلها أربعة أنهار: نهران ظاهران ، ونهران باطنان فاخبره جبريل : ان النهرين الظاهرين : النيل والفرات ، والنهرين الياطنين : نهران يمشيان الى الجنة، وأن هذين التهرين ، النيل والقرات يرجعان يوم القيامة الى الجنة وهما نهرا العسل واللبن ....

واخبره أن أعمال بني آدم تشتهي الى تلك السدرة، وأنها مقر الأرواح، فهي نهاية لما ينزل مما هوفوقها، وتهاية لا يعرج اليها مما هو دونها . وبها مقام جبريل عليه السلام ، وهناك منضته؛ فنزل عن البراق بها، وجيء اليه بالرفرف، ققعد عليه وسلمه جبريل إلى الملك النازل بالرفرف، فساله الصحبة ليانس به فقال : لا أقدر، لوخطوت خطوة احترقت، فما منا إلا له مقام معلوم ، وما أسرى الله بك يا محمد إلا ليريك من آياته ، فودعه وانصرف على الرفرف مع ذلك الملك ، يمشي به الى أن ظهر لمستوى سبع منه صريف القلم ثم زخ في النورزجة ، فأفرده الملك الذي كان معه وتأخر عنه ، فاستوحش لما لم يره، ويقي لا يدري ما يصنع، وأخذه قيمان. في ذلك النور، وأصابه الوجد، فاخذ يميل ذات اليمين وذات الشمال، واستفزعة الحال، وكان سبيه سماع ايقاع تلك الأفلام وصريفها في الألواح...

فطلب الإذن في الرؤية بالدخول على الحق ، فسمع صوتا يشبه صوت أي بكر، وهو يقول له: يا محمد، قف، إن ربك يصلي فراعة ذلك الخطاب ، وقال في نفسه : اريي يصلي؟ فلما وقع في نفسه هذا التعجب من هذا الخطاب. تلي عليه : هو الذي يصلي عليكم وملائكه فعلم عند ذلك ما هو المراد بصلاة الحق فأوحى الله اليه في تلك الوقفة ما أوحى ، ثم أبر بالدخول ، فدخل، فرأى عين ما علم لا غير، وما تغيرت عليه صورة اعتقاده . ثم فرض عليه في جملة ما أوحي به اليه ، خسين صلاة، في كل يوم. وليلة فنزل حتى وصل الى موسى عليه السلام ، فساله موسى عما قيل وما فرض عليه، فاجابه، وقال : ان الله فرض على أمتي خمسين صلاة في كل يوم وليلة . فقال له : يا محمد قد تقدمت الى هذا الامر قبلك ، وعرفته ذوقا ، وتعبث مع أمتي فيه وأني أنصحك فإن امتك لا تطيق ذلك، فراجع ربك وسله التخفيف؛ فراجع رئه فترك له عشرأ، فأخبر موسى بما ترك له ربه، فقال له موسي : راجغ رئك، فراجعه فترك له عشرا ، فاخير موسى فقال له : راجع ربك، فراجعه فترك له عشرأ فأخبر موسى، فقال له : راجع ربك . فراجعه فترك له عشرا فأخبر موسى، فقال له : راجع ريك، فراجعه. فقال له ربه : هي خس وهي مسون ( ما يبدل القول لدي} [ق /29] فأخير موسى ، فقال : راجع ريك، فقال : أني أستحي من ربي ، وقد قال لي كذا وكذا .

ثم ودعه وانصرف ، وتزل الى الأرض قبل طلوع الفجر، قتزل بالحجير فطاف ومشى الى بيته ؛ فلما اصبح ذكر ذلك للناس ، فالمؤمن به صدقه ، وغير المؤمن به كذبه ، والشاك ارتاب فيه ..

29

مخ ۲۳۹