وإن تبك ميتا ضمه القبر فادخر
لميت على قيد الحياة دموعا
بل وكان يرى في الموت راحة لنفسه ومخلصا من آلامه التي زادتها حساسيته حدة؛ حيث يقول:
يا موت خذ ما أبقت الأي
ام والساعات مني
بيني وبينك خطوة ...
إن تخطها فرجت عني
على أننا لو تركنا شعره الذي يتحدث فيه عن نفسه وعن خوالجه الخاصة، ونظرنا في فنون الشعر التقليدية التي عالجها، وفي القصائد الموضوعية التي نظمها؛ لاتضح لنا على نحو أفصح دلالة ما قلناه من أن صبري ينطبق عليه بحق قول أحد الفرنسيين: إن أسلوب الرجل هو الرجل نفسه.
ففي الأغراض التقليدية لا نجد عنفا في الطبع، ولا حدة في المزاج، كما لا نجد سيرا على الدروب المطروقة، بل تلوينا لتلك الأغراض بمزاجه الخاص، واتجاها نحو الأسلوب الذي يستمده من طبيعته.
ففي الإلهيات نطالع له عدة مقطوعات جميلة مؤثرة لا يحسم فيها موقفه من الله وحقائق الدين؛ أي إنه لا يتعصب للإيمان كما لا يتعصب للكفر، بل ولا يتعصب للشك، بل يصور حالته النفسية الوديعة في غير تزمت ولا عناد ولا التزام؛ حيث يقول مثلا ص192:
ناپیژندل شوی مخ