هل الرسول ﷺ حي وحاضر في الأرض الآن
[السُّؤَالُ]
ـ[المقالة التالية أعلنت أن روح النبي ﷺ موجودة دائمًا في جميع الأوقات والآتي هو معظم المقالة وأدلتها. هل ما يقولونه صحيح؟
إنه اعتقاد أهل السنة والجماعة أن الرسول ﷺ
١- حاضر ويرى في جميع الأوقات
٢- على علم ومشاهدة بخلق الله
٣- قادر على أن يكون موجودًا في أماكن متعددة في نفس الوقت
وهاهي الأدلة:
(ياأيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا) (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا)
لاحظ أن النبي ﷺ كونه يدعى شاهدًا على كل الأمم التي خلقها الله على هذه الأرض لذلك فلا بد أن النبي ﷺ حاضرًا قبل ظهوره المبكر ولا يزال حاضرًا بعد الميراث الأرضي، وإلا ما كان يمكن أن يقال عنه شاهدًا على مجريات الأمور الحقيقية ويوجد آيات كثيرة تقول بأن الرسول ﷺ شاهدًا.
نقطة فنية: الآيات القرآنية التالية تبين أن النبي ﷺ لم يكن موجودا قبل ظهوره المبكر (وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم) أي أن النبي ﷺ موجودًا " أي بجسمه يتكلم ".]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
الرسول ﵊ أكمل الخلق، وأفضلهم، وأحبهم إلى الله، وأكرمهم عنده ولا يعني هذا أن يسلب خصائص البشر، أو أن يصرف شيئا من حقوق الرب له. فالرسول ﵊ بشر يعتريه ما يعتري البشر من الأمراض والموت الحقيقي قال تعالى: (إنك ميت وإنهم ميتون)، وقال تعالى: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن متّ فهم الخالدون) . فالرسول ﵊ مات ودفن في قبره، ولذا قال الصدّيق أبو بكر ﵁: من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.
وكونه ﵊ شاهدا ومبشرا ونذيرا، وكونه شهيدا يوم القيامة لا يعني أنه حاضر جميع الأمم، ولا أن حياته ﵊ مستمرة دائمة إلى يوم القيامة ولا أنه يشاهد وهو في قبره إذ ليس طريق الشهادة مقتصرا على المشاهدة، بل يشهد على الأمم بما أخبره الله به ﷾، وإلا فهو لا يعلم الغيب، قال تعالى: (ولو كنت أعلم الغيب لا ستكثرت من الخير) . ولا يقدر ﵊ أن يوجد في أماكن متعددة بل هو في مكان واحد وهو قبره ﵊ وهذا بإجماع المسلمين.
[الْمَصْدَرُ]
الشيخ عبد الكريم الخضير.
1 / 242