215

Islam Q&A

موقع الإسلام سؤال وجواب

ژانرونه

المسيح ويحيى ﵉ ابنا خالة [السُّؤَالُ] ـ[هل كانت السيدة مريم ﵍ وحيدة لأهلها، وإذا كان ذلك صحيحا فكيف يكون السيد المسيح ﵇ وسيدنا يحيى ﵇ ابنا خالة؟.]ـ [الْجَوَابُ] الحمد لله الذي يذكره أهل التاريخ والسير أن عمران والد مريم تزوج من امرأة اسمها (حَنَّة)، وأن زكريا ﵇ تزوج من امرأة اسمها (إِيشَاع)، فأنجب عمران وحنة مريم ﵍، وأنجب زكريا وإيشاع يحيى ﵇. ثم اختلفوا: من تكون (إِيشَاع) أم يحيى ﵇؟ على قولين: الأول: أنها أخت مريم ﵍، وهو قول الجمهور كما يقول ابن كثير في "البداية والنهاية" (١/٤٣٨) . وعليه فيكون عيسى ويحيى ﵉ ابنا خالة على الحقيقة، لأنهما أبناء أختين (مريم وإِيشَاع) . واستدلوا بظاهر حديث المعراج عن مالك بن صعصعة ﵁، أن نبي الله ﷺ حدثهم عن ليلة أسري به فكان مما قال: (ثُمَّ صَعدَ حَتَّى إِذَا أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَاستَفتَحَ، قِيلَ مَن هَذَا؟ قَالَ: جِبرِيلُ. قِيلَ: وَمَن مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَد أُرسِلَ إِلَيهِ؟ قَالَ: نَعَم. قِيلَ: مَرحَبًا بِهِ، فَنِعمَ المَجِيءُ جَاءَ. فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصتُ إِذَا يَحيَى وَعِيسَى - وَهُمَا ابنَا الخَالَةِ -، قَالَ: هَذَا يَحيَى وَعِيسَى، فَسَلِّمَ عَلَيهِمَا، فَسَلَّمتُ، فَرَدَّا، ثُمَّ قَالا: مَرحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ) رواه البخاري (٣٢٠٧) وهذا لفظه ومسلم (١٦٤) الثاني: أن (إِيشَاع) هي أخت أم مريم (حَنَّة)، فتكون إِيشَاع خالة مريم ﵍، وهو الذي ذكره ابن إسحاق وابن جرير "جامع البيان" (٣/٢٣٤)، واقتصر عليه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (٦/٦٨) فعلى هذا القول: كيف يكون عيسى ويحيى ﵉ ابنا خالة؟ قالوا: لأن خالة الأم بمنزلة الخالة الحقيقية، فأم يحيى هي خالة مريم، فهي خالة ابنها عيسى ﵈ جميعا، كما أن مريم تكون ابنة خالة يحيى، فيكون ابنها عيسى ابن خالته أيضا. يقول الإمام أبو السعود في تفسيره (٢/٢٧): " وأما قوله ﵊ في شأن يحيى وعيسى عليهما الصلاة والسلام هما (ابنا خالة) قيل: تأويله أن الأخت كثيرا ما تطلق على بنت الأخت، وبهذا الاعتبار جعلهما عليهما الصلاة والسلام ابني خالة " انتهى. ودليلهم على ذلك أن المشهور أن امرأة عمران (حَنَّة) لم تكن تحمل ولا تلد، فلما حملت بمريم بإذن الله نذرتها لله ولخدمة بيت المقدس، وهذا ما يؤيده السياق القرآني. يقول الله تعالى: (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا، فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) آل عمران/٣٥ قال ابن كثير ﵀ في "تفسير القرآن العظيم" (١/٤٧٨): " قال محمد بن إسحاق: وكانت [يعني: امرأة عمران] امرأةً لا تحمل، فرأت يوما طائرا يزُق فَرخَهُ، فاشتهت الولد، فدعت الله تعالى أن يهبها ولدا، فاستجاب الله دعاءها، فواقعها زوجها فحملت منه، فلما تحققت الحمل نذرت أن يكون محررا - أي: خالصا - مفرغا للعبادة ولخدمة بيت المقدس، فقالت: (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا، فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم) أي: السميع لدعائي العليم بنيتي " انتهى. والله أعلم. [الْمَصْدَرُ] الإسلام سؤال وجواب

1 / 214