119

Islam Q&A

موقع الإسلام سؤال وجواب

ژانرونه

شروط لاإله إلا الله [السُّؤَالُ] ـ[أرجوا توضيح شروط لا إله إلا الله (العلم واليقين ... الخ) .]ـ [الْجَوَابُ] الحمد لله قال الشيخ حافظ الحكمي في منظومته سلم الوصول: العلم واليقين والقبول ... ** والانقياد فادر ما أقول والصدق والإخلاص والمحبة ... ** وفقك الله لما أحبه الشرط الأول: (العلم) بمعناها المراد منها نفيًا وإثباتًا المنافي للجهل بذلك، قال الله تعالى: "فاعلم أنه لاإله إلا الله " وقال تعالى: " إلا من شهد بالحق " أي بلا إله إلا الله " وهم يعلمون " بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم. وفي الصحيح عن عثمان ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة ". الشرط الثاني (اليقين) بأن يكون قائلها مستيقنًا بمدلول هذه الكلمة يقينًا جازمًا، فإن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن، فكيف إذا دخله الشك، قال الله ﷿: " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون " فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا، أي لم يشكوا، فأما المرتاب فهو من المنافقين. وفي الصحيح من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: " أشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة " وفي رواية لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيُحجب عن الجنة ". وفيه عنه ﵁ من حديث طويل أن النبي ﷺ بعثه بنعليه فقال " من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة " الحديث، فاشترط في دخول قائلها الجنة أن يكون مستيقنًا بها قلبه غير شاك فيها، وإذا انتفى الشرط انتفى المشروط. الشرط الثالث (القبول) لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه، وقد قص الله ﷿ علينا من أنباء ما قد سبق من إنجاء من قَبِلها وانتقامه ممن ردها وأباها قال تعالى: (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم، وقفوهم إنهم مسؤلون) إلى قوله (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون) فجعل الله علة تعذيبهم وسببه هو استكبارهم عن قول لا إله إلا الله، وتكذيبهم من جاء بها، فلم ينفوا ما نفته ولم يثبتوا ما أثبتته، بل قالوا إنكارًا واستكبارًا (أجعل الآلهة إلهًا واحدًا إن هذا لشيءٌ عجاب. وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على ألهتكم إن هذا لشيءٌ يُراد. ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق) فكذبهم الله ﷿ ورد ذلك عليهم على لسان رسوله ﷺ فقال (بل جاء بالحق وصدق المرسلين) ... ثم قال في شأن من قبلها (إلا عباد الله المخلصين. أولئك لهم رزقٌ معلوم. فواكه وهم مكرمون. في جنات النعيم) وفي الصحيح عن أبي موسى ﵁ عن النبي ﷺ قال: " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير. وأصاب منها طائفة أُخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تُنبت كلأً، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه مابعثني الله به فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذللك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أُرسلت به ". الشرط الرابع (الانقياد) لما دلت عليه المنافي لترك ذلك، قال الله ﷿ (ومن يُسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى) أي بلا إله إلا الله (وإلى الله عاقبة الأُمور) ومعنى يُسلم وجهه أي ينقاد، وهو محسن موحد، ومن لم يسلم وجهه إلى الله ولم يك محسنًا فإنه لم يستمسك بالعروة الوثقى، وهو المعني بقوله ﷿ بعد ذلك (ومن كفر فلا يحزنك كفره، إلينا مرجعهم فننبؤهم بما عملوا) وفي حديث صحيح أن رسول الله ﷺ قال " لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جِئت به" وهذا هو تمام الانقياد وغايته. والخامس (الصدق) فيها المنافي للكذب، وهو أن يقولها صدقًا من قلبه يواطىء قلبه لسانه، قال الله ﷿ (الم أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يُفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) وقال في شأن المنافقين الذين قالوها كذبًا (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين. يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون. في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) وفي الصحيحين من حديث معاذ بن جبل رضي لله عنه عن النبي ﷺ " ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله صدقًا من قلبه إلا حرمه الله على لنار". والسادس (الإخلاص) وهوتصفية العمل عن جميع شوائب الشرك قال ﵎: (ألا لله الدين الخالص) وقال (قل الله أعبد مخلصًا له ديني) وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: " أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه أو نفسه " ... والسابع (المحبة) لهذه الكلمه ولما اقتضته ودلت عليه ولأهلها العاملين بها الملتزمين لشروطها وبغض ما ناقض ذلك، قال الله تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبًا لله) فأخبر الله تعالى أن الذين آمنوا أشد حبًا لله؛ وذلك لأنهم لم يشركوا معه في محبته أحدا كما فعل مدعوا محبته من المشركين الذين اتخذوا من دونه أندادًا يحبونهم كحبه، وفي الصحيحين من حديث أنس قال: قال رسول الله ﷺ: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ". والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد. [الْمَصْدَرُ] الشيخ محمد صالح المنجد

1 / 118